الفصل الثانى فى تشريح العصب الدماغى و مسالكه‌

و الكلام فى هذا الفصل يشتمل على سبعة مباحث:

البحث الأول فى تشريح الزوج الأول‌

قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه قد ينبت من الدماغ أزواج‌ [1] ... إلى قوله: و الزوج الثانى من أزواج العصب الدماغى منشؤه خلف.

الشرح: إن لهذا الزوج من العصب خواص ليست لغيره: إحداها: أنه ينبت من أول مقدم الدماغ، و إنما كان كذلك لأن الروح النافذ فيه يجب أن يكون شديد الرطوبة المائية حتى يكون من جنس جوهر البخار متوسطا بين طبيعة الماء و الهواء و إنما كان كذلك لأنه يحتاج أن تنطبع فيه أشباح المرئيات، و ذلك لا يتأتى فى مثل جوهر (الماء [2] لذلك لا ترى أشباح الأشياء فى الهواء الصافى بل فى) الهواء الرمادى‌ [3] و هو الكثير المائية، و لذلك إنما ترى الهالة و قوس قزح و نحو ذلك فى هواء هو بتلك الصفة [4] و لذلك كثيرا ما يعرض لراكب السفينة أن يرى خياله فى هواء البحر، و ذلك لشدة مخالطته للأجزاء المائية التى تتصعد إليه بالتبخّر و أيضا يحتاج هذا الروح إلى سرعة شديدة فى الحركة حتى يمكن أن يؤدى الشبح إلى أمام القوة الباصرة فى زمان غير محسوس. و ذلك مما لا يتأتى فى مثل جوهر الماء، فلا بد و أن يكون هذا الروح كالمتوسط بين الماء و الهواء و إنما يكون كذلك إذا كان تولده فى أول مقدم الدماغ و نفوذه فى عصب فى غاية ما يمكن من الرطوبة الممكنة للعصب و إنما يكون‌ [5] العصب كذلك إذا كان منشؤه من أرطب جزء [6] من جرم الدماغ، و هو ذلك الموضع.

الخاصية الثانية: أن هذا العصب ذو تجويف ظاهر، و إنما كان كذلك لأن إحساس القوة

[1] د: الزوج الأول‌

[2] ن: الهواء

[3] م: الهواء المائى‌

[4] أ: الصيغة

[5] م: و إنما يمكن أن‌

[6] د: من ارطب جرم‌