قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه منفعة العصب منها ما هو [2] ... إلى آخر الفصل.
الشرح: قوله: منها ما هو بالذات و منها ما هو بالعرض، يريد بالتى
بالذات ما تكون مقصودة من خلقة العصب أولا. و بالتى
[3] بالعرض ما خلقة العصب لا لأجلها بل لشىء آخر فاتفق أن أفاد ذلك
النفع و خلقة الأعصاب إنما هى [4] لأجل إفادة الأعضاء الحس و الحركة. و إنما كان كذلك لأن الدماغ كما
عرف مبدأ لقوة الحس و الحركة إما بذاته كما هو مذهب الأطباء أو بتوسط القلب كما هو
مذهب [2] كثير من الفلاسفة و كيف كان فإن الروح
إنما يمكن من صدور أفعال الحس و الحركة عنها بعد أن تحصل فى الدماغ و إنما يمكن
استفادة الأعضاء منها ذلك بعد نفوذها إليها من الدماغ. فلا بد من آلة تصلح لنفوذها
فيها، و هذه الآلة لا بدّ و أن تكون لينة ليكون مع كونها عسرة الانقطاع سهلة
الانعطاف و الانثناء بحسب ما يوجبه وضع الأعضاء. و لا بد و أن تكون مستحصفة الظاهر
لتمنع من تحلل ما ينفذ فيها من الروح و لا بد و أن تكون متخلخلة الباطن ليتّسع
لجرم الروح، و لا بد و أن تكون باردة المزاج لتكون على مزاج العضو المصلح لمزاج
الروح النافذة فيها و هو الدماغ، فلا يعرض للروح تغير عن المزاج الذى به تصلح
لصدور أفعال الحس و الحركة، و لا بد و أن تكون إلى يبوسة، و إلا لم تكن أرضيتها
كبيرة فلم يمكن بأن [5]
تكون عسرة الانقطاع و لا بد و أن تكون هذه اليبوسة يسيرة، و ذلك لأمرين:
أحدهما: لئلا يفسد مزاج الروح لأنها تكون حينئذ خارجة عن مزاج الدماغ
خروجا كبيرا [6].
و ثانيهما: ليمكن أن تكون سهلة الانعطاف و الانثناء. و هذه الآلة هى
الأعصاب فإذا المقصود بالذات من خلقة الأعصاب أن تكون آله لنفوذ هذه القوى من
الدماغ إلى الأعضاء المستفيدة منه أفعالها.
[1] لا وجود لهذا العنوان فى كل النسخ. إنه من وضعنا