نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس جلد : 1 صفحه : 226
البحث الثالث فى العضلات المميّلة للأصابع إلى أسفل الموضوعة على
وحشى الساعد
قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه و أما المميلة إلى أسفل فثلاث ...
إلى قوله: و أما القابضة فمنها ما على الساعد.
الشرح: إن الإنسان يحتاج فى أعماله إلى تمييل
[1] أصابعه تارة إلى أسفل، و تارة إلى فوق، و تارة إلى تمييل بعضها إلى
أسفل و بعضها إلى فوق و ذلك عند إرادة القبض على شىء عظيم لأن جملة الأصابع تكون
حينئذ كالمحيطة بالممسوك و تحتاج أن تكون هذه الحركات قوية لتقوىّ الأصابع حينئذ
على شدة إمساك ما تحتوى عليه و رفع ثقله، فلذلك خلق لها
[2] عضلات كثيرة، و حاجة المميلة إلى اسفل إلى قوة شديدة أشد لأن
الأصابع حينئذ تحتاج إلى قوة الإحاطة مع قوة رفع ثقل الممسوك، فلذلك احتيج لها إلى
عضلات قوية [3] جدا، فاحتيج أن تكون بعض عضلاتها
كبارا جدا، فاحتيج أن يكون تلك على الساعد إذ الكف لا يحتمل ذلك لأجل صغره، و لا
كذلك إذا كانت مائلة إلى فوق لأنها حينئذ إنما تحتاج إلى قوة الإحاطة فقط. و كان
ينبغى أن تكون هذه العضلات على عدد الأصابع المتحركة بها، لكن الإبهام لما كانت
قوتها تحتاج أن تكون قوية حتى تكون فى قوة أصبعين، و جعل لها عضلة واحدة (و كفى
لكل أصبعين من الباقية عضلة واحدة) فلذلك صارت هذه العضلات ثلاثا، و خلقت من [4] جانبى العضلة الباسطة لأن تلك لما
كانت حركاتها مؤرّبة كان أحسن أوضاعها الطرفان
[5]، و لما كان تأريب هذه الحركات إلى جهة ظاهر الكف خلقت عضلها من
الجهة الوحشية. و خلق للإبهام وحدها عضلة واحدة و الباقى
[6] لكل أصبعين عضلة لأن الإبهام يحتاج إلى قوة قوية تقارب [7] ضعف قوة كل واحدة من الأصابع الأخرى،
و خلقت المحركة للخنصر و البنصر أعظم من المحركة للوسطى و السبابة/ و ذلك لأمرين:
أحدهما: ضيق المكان على المحركة للوسطى و السبابة/ لأنها [8] تحتاج أن تكون من جهة أعلى الجانب
الوحشى من الساعد، و فى ذلك الجانب العضلة المحركة للإبهام أيضا فضاق المكان
عليهما