انتفاع الطبيب بهذا العلم بعضه فى العلم، و بعضه فى العمل، و بعضه فى
الاستدلال.
و أما انتفاعه فى العلم و النظر، فذلك لأجل تكميله معرفة بدن
الإنسان، ليكون بحثه عن أحواله و عوارضه سهلا.
و أما انتفاعه بالعمل فمن وجوه: أحدها أنه يعرف به [2] مواضع الأعضاء فيتمكن بذلك من وضع
الأضمده و نحوها حيث يسهل نفوذ قواها إلى الأعضاء المتضررة.
و ثانيها: أنه يعرف به مبادىء شعب الأعضاء
[3] و نحوها، و مواضع تلك المبادىء فيتمكن من وضع الأدوية على تلك
المبادىء، إذا تحقق أن يصير شعبها قائدة إليها.
و ثالثها: أنه يعرف به هيئات الأعضاء، و هيئات مفاصلها فيردها إلى
هذه الهيئات الطبيعية إذا عرض لها [4] خروج عن ذلك بخلع أو نحوه.
و رابعها: أنه يعرف به أوضاع الأعضاء بعضها من بعض فلا يحدث عند البط
و نحوه قطع شريان، أو عصب، و نحو ذلك.
و كذلك لا يقطع ليف بعض [5] العضلات فى البط و نحوه. و ذلك لأجل تعرفه
[6] مذاهب ألياف العضل.
و أما انتفاع الطبيب بهذا الفن فى الاستدلال، فذلك قد يكون لأجل سابق
النظر، و قد يكون لغير ذلك.