قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه فأما الحلقوم جملة ... إلى آخر
الفصل.
الشرح: لفظ الحلقوم يقال عند الأطباء على قصبة الرئة، و ليس ذلك
المراد هاهنا، فإن العضل المذكور هاهنا ليس هو عضل قصبة
[2] الرئة. و قد يقال عندهم على المجتمع من قصبة الرئة و الحنجرة إذ
الحنجرة هى طرف الحلقوم و رأسه فتكون من جملته، و هذا هو المراد هاهنا. و العضل
المذكور له هاهنا هو فى الحقيقة عضل الحنجرة، و هو الزوجان اللذان ذكرناهما فى
تشريح عضل الحنجرة.
و الثانى منهما: هو الذى ذكر أنه يصحب الزوج الأول فى كثير من
الحيوان [3].
و أما لفظ الحلق فالمراد به العضو المشتمل على الفضاء الذى فيه مجرى
الطعام و النفس و فائدة النغانغ منع [4] تسخين ذلك المكان، و إدفائه حتى لا يتضرر ببرد الماء و الهواء الواردين،
هو أن يكون المكان هناك ضيقا و لذلك فائدة الصوت و الازدراد.
أما الصوت فليكون الهواء الخارج من فضاء الحنجرة خارجا إلى مكان ضيق
فيكون ما يحدث عنه [5]
من القرع أكبر، و نظير ذلك من المزمار الطرف الضيق الذى فى أعلاه الذى ينتهى إليه
الفضاء الواسع الذى دونه. و أما فائدة ذلك للازدراد فلأنه يعين على سهولة نزول
الطعام إلى فضاء المرىء لأن المكان هناك لو كان متسعا لكان الطعام قد يقع على
حافات فم المرىء فيعسر نزوله فيه.
و قد حذف الشيخ هاهنا عضلات قصبة الرئة فينبغى أن نشير إليها إشارة
حقيقية [6] فنقول: لما كانت قصبة الرئة مخلوقة
لأجل التنفس، و لأجل الصوت و كان الصوت يختلف فى ثقله وحدّته [7] باختلاف منفذ الهواء الفاعل له فى
سعته وضيقه وجب أن يكون بهذه [8] القصبة تمكّن من التضييق، و ذلك إذا أريد تحديد الصوت كما قد يستعمل
لذلك حينئذ فى الآلات الصناعية و اليراع المعروف