قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه و يحدث مفصل الركبة ... إلى آخر
الفصل.
الشرح: إن فى الطرف العالى من القصبة الكبرى لا حقة فيها نقرتان تدخل
فيهما الجوزتان اللتان فى الطرف الأسفل من عظم الفخذ و ينتؤ
[2] ما [3] بين نقرتى هذه القصبة زائدة جرمها بين
الغضروف و العصب تدخل فيما بين الجوزتين فى موضع غائر شبيه بالجزء و على هذا
المفصل من قدام الرضفة و هى عظم غضروفى مستدير ذو نقر تدخل فيه الحدبات التى من
العظام التى تحته فلذلك تكون هذه النقر [4] على أشكال تلك الحدبات و تنتو من زائدة قصيرة تدخل الخلل التى
تلتقى [5] بين عظم الفخذ و عظم الساق، و خلق هذا
العظم غضروفيا ليكون بلينه صبورا على ملاقاة الصدمات فلا يعرض له انصداع لأجل رقته
فإن الرقيق إذا كان صلبا كان متهيئا بسرعة للانشقاق. و خلق مستديرا ليكون ما يستره
أكثر. و لأجل استدارته يسمى الفلكة، و خلق ذا نقرة و زائدة لتكون مداخلته للعظام
التى تحته كبيرة فلا يزول عن موضعه مع دفع تلك العظام له عند الجثو و نوحه. و خلق
[إلى ما يلى] من قدام لأن أكثر ما يلحق هذا المفصل من العنف هو من قدام. و إنما
كان كذلك لأن مؤخر الإنسان ثقيل فيكون عند الجثو و نحوه مائلا إلى قدام بخلاف
الطيور، فإن ثقلها كله من قدام فلذلك جعلت حدبات ركبها إلى خلف و تثنى [6] أرجلها إلى قدام.
و اختص الإنسان بأنه [7] ذو رجلين. و يثنيهما [8] إلى خلف.