قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه عظم العضد خلق مستديرا ... إلى
قوله و العضد مقعر إلى الأنسى محدّب
الشرح: إن [3]
عظم العضد له مفصلان أحدهما من أعلاه، و هو مفصل
[4] مع الكتف، و الآخر من أسفله، و هو مفصل
[4] مع الساعد. و مفصله [4] الكتف برأس غليظ يدخل منه فى حفرة الكتف، و عنق هذا الرأس قصير. لأن
حفرة الكتف ليست بغائرة كثيرا، و أعلى هذا الرأس
[5] مستدير ليتهندم فى تلك الحفرة، و خلق عظيما
[6] غليظا ليمكن أن يحيط [7] به أربطة كثيرة [8] فإن الرقيق لا يتسع كما يتسع له
[9] الغليظ و إنما احتيج إلى تكثير أربطة هذا المفصل « (لأن اليد)»
معلقة و ثقلها [10] و ثقل ما تحمله يجعل ميلها إلى ضد جهة
أتصالها بالكتف. و خصوصا و حفرة الكتف غير غائرة فيكون خروجه [11] منها سهلا فاحتيج إلى [12] أن يقوى ذلك بكثرة الأربطة، و إنما
كانت هذه الحفرة غير غائرة لئلا تمنع حركة اليد إلى فوق، و إلى أسفل، و إلى
الجانبين بسهولة.
قال جالينوس: و فى هذا الرأس حفر عظيم
[13] عريض كالجزء فى مقدمه يقسم ذلك الرأس إلى قسمين كالرمانتين.
أقول: إن فائدة الرمانة التى تبقى خارجة من الحفرة أن يتمكن بها من
شدة الربط. و هذا المفصل مع كثرة روابطه و شدتها
[14] رخو أى ليس يضم رأس العضد إلى داخل الحفرة شديدا. أما كثرة أربطته