قال الشيخ الرئيس رحمة اللّه عليه الكتف خلق لمنفعتين ... إلى قوله و
الكتف يستدق من الجانب الوحشى.
الشرح: قد ذكر الشيخ لهذا العظم منفعتين:
إحداهما: ان يتعلق به العضد، فانه لو علق بالصدر بغير هذا العظم و ما
يقوم مقامه، فقدت اليد سلاسة الحركات، و ضاق ما بين اليدين فلم تجد حركاتها إلى
جميع الجهات.
و ثانيتهما: لتكون وقاية حريزة للأعضاء المحصورة فى الصدر، و بيان
هذا أن الاضلاع تستدير حول الصدر فوقايتها هى بتلك الإحاطة. و اما ما هو أعلى منها
فلا مدخل لها فى توقيته لكن خرزات العنق و أعلى القص و الرأس يوقى وسط [4] اعلى الصدر وقاية ما. و اما جانباه،
فلا يحصل لهما بذلك وقاية يعتد بها، فاحتيج إلى عظم الكتف ليكون كالستارة لمؤخر
ذلك الموضع، فيقوم فى ذلك مقام الفقرات من خلف، و أما مقدم ذلك الموضع فيتستر بعظم
الترقوة، و انما جعل كذلك لأن جهة المؤخر غائبة عن حراسة الحواس، فاحتيج ان تكون
وقايتها أتم، فلذلك جعل هذا الساتر من خلف اعظم، و اكتفى فى جهة المقدم بالترقوة،
و مع صغرها و خصوصا و رأس عظم الكتف يميل الى قدام فيعين عظم الترقوة على التوقية.
و اقول: ان لهذا العظم منفعة أخرى، و هى تحسين الخلقة، إذ لو لاه
لبقى موضعه غائرا جدا فكان يكون سطح [5] الظهر مستهجنا.