نقول: إنّ القوى الفعّالة فى الأجسام بذاتها تنتهى بها القسمة إلى
أقسام أربعة؛ و ذلك لأنها تنقسم بالقسمة الأولى إلى قوة تفعل فعلها فى الجسم بقصد
و اختيار، و قوة تفعل فعلها بالذات، و على سبيل التسخير، لا بقصد و اختيار.
و القوة التى تفعل فعلها فى الجسم بقصد و اختيار تنقسم قسمة ذاتية
أولية إلى قسمين:
فإنها إمّا أن تكون متكثرة [2] القصد و الاختيار، فيكون فعلها فى الجسم حينئذ متكثر الجهة و
المأخذ، مختلفا إمّا بحسب تخالف العدم و الملكة كالتحريك و التسكين؛ و إما بحسب
تخالف الأضداد كالتحريك من أسفل إلى فوق، و التحريك من فوق إلى أسفل؛ و إمّا أن
تكون وحدانية القصد و الاختيار، فيتبع ذلك [3] أن يكون فعلها وحدانىّ الجهة و المأخذ.
و القوة التى تفعل فعلها بالذات، و على سبيل التسخير، من غير معرفة و
إرادة، فهى أيضا تنقسم إلى [4] قسمين: إمّا أن تكون وحدانية جهة الفعل، كالقوة الفاعلة لحركة النار
إلى فوق، أو تكون متكثرة الفعل كالقوة الفاعلة لامتداد أعضاء الحيوان و أجزاء
النبات فى الجهات المختلفة، و المحركة للغذاء المتشابهة فيه
[5] إلى أطراف متقابلة. فجملة ذلك أربع
[6].
و كل واحدة [7]
من هذه القوى جنس يعم أنواعا [8]؛ و لكن لكل واحد منها فى طبيعته
[9] اسم يخصه.
[1] فى حد النفس: فى تعريف حد النفس على سبيل الاختصار ح، ه؛
العنوان ساقط من س.