«متن»

«فاطّلعت ذات يوم من خلال الشبك فلحظت رفقة من الطير خرجت رءوسها و اجنحتها عن الشرك و برزت عن اقفاصها تطير و فى ارجلها بقايا الحبائل لا هى تؤودها فتعصبها النجاة و لا تبينها فتصفو بها الحياة فذكرتنى ما كنت انسيته و نغّصت علىّ ما الفته فكدت أنحلّ تاسفا او ينسلّ روحى تلهفا فناديتهم من وراء القفص ان اقربوا منى فوقّفونى على حيلة الراحة فقد اعنقنى طول المقام فتذكروا خدع المقتضين فما زادوا الّا نفارا فناشدتهم بالخلّة القديمة و الصحبة المصونة و العهد المحفوظ ما احلّ بقلوبهم الثقة و نفى عن صدورهم الريبه فوافونى حاضرين فسألتهم عن حالهم فذكروا انّهم ابتلوا بما ابتليت به فاستأيسوا و استأنسوا بالبلوى ثم عالجونى فنحيّت الحبالة عن رقبتى و الشرك من اجنحتى و فتح باب القفص و قيل لى اغتنم النجاة فطالبتهم بتخليص رجلى عن الحلقه فقالوا لو قدرنا عليها لابتدرنا اولا و خلّصنا ارجلنا و انى يشفيك العليل فنهضت عن القفص اطير فقيل لى امامك بقاعا لن نأمن المحذور الا ان نأتى عليها قطعا فاقتف آثارنا ننج بك و نهدك سواء السبيل فساوى بنا الطيران بين صدفى جبل الاله فى واد معشب خصيب بل مجدب خريب حتى تخلّف عنا جنابه و جزنا جيزته و و وافينا هامّة الجبل فاذا امامنا ثمانى شواهق تنبو عن قللها اللواحظ فقال بعضنا لبعض سارعوا فلن نأمن الّا بعد ان نجوزها ناجين.»