اعلم: أنا اذا أدركنا أمرا من الأمور. فان لم تحكم عليه بحكم البتة
نفيا كان أو اثباتا: فذاك هو التصور. و ان حكمنا عليه بحكم، نفيا كان أو اثباتا:
فذاك هو التصديق.
و الفرق بين التصور و التصديق: هو فرق ما بين المركب و البسيط.
و اذا عرفت هذا فنقول: اما أن تكون جميع التصورات و التصديقات، غنية
عن الاكتساب- و هو محال- لأنا نعلم بالضرورة: أن علمنا بحدوث العالم و وحدة الصانع
ليس بضرورى. أو يكون كسبيا. و ذلك الاكتساب لا يحصل بأي طريق كان، و العلم به أيضا
ضرورى. بل لا بد من شرائط خاصة. و العلم المتكفل ببيان تلك الشرائط هو المنطق.
فان قيل: السؤال عليه من وجوه:
الأول: ان اكتساب العلم ان لم يتوقف على المنطق، فقد بطل قولكم. و ان
توقف، فهذا المنطق إن كان ضروريا، فليستغن عن تعلمه.
و ان كان كسبيا، فليفتقر اما الى نفسه، أو الى منطق آخر.