نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 0 صفحه : 14
تصدير
بسم اللّه الرحمن الرحيم ان ابن سينا المولود فى 370 و المتوفى فى
428. ه. قد حظى بمواهب إلهية من صحة فى الجسم و ذكاء نادر و ذاكرة قوية و عقل خصب
و جلد منقطع النظير على العمل و بدت ملامح ذلك فى سن مبكرة و استكمل ثقافته
اللغوية و الدينية و العقيلة و لما يجاوز العاشرة و وصل الى مرتبة النبوغ و التخصص
و لما يناهز العشرين فصار حجة فى الطب و الفلك و الرياضة و الفلسفة و بقى منه
انتاج متنوع غزير قل ان يتوفر لمثله مع ما لاقى من عنت و اضطراب فخلف لنا ما يزيد
على مائتى مؤلف بين طويل و متوسط و مختصر و أخذ و تأثر فيها بالفكر الاسلامى و
اليونانى و ثقافة الفرس و الهند و السريان و افرغها فى قالب فلسفته الخاصة فصارت
فلسفة مشائية ذات طابع خاص فهو مفكر عالمى يرتفع عن حدود الزمان و المكان و فلسفته
هى الفلسفة الاسلامية منذ القرن الخامس الى هذا القرن فكانت تدرس بانتظام فى
البلدان الاسلامية و غير الاسلامية.
ان فلسفة ابن سينا مادة غزيرة مستقاة من منابع متنوعة، فقد أخذ ما
وصل اليه من اليونانيين، و المشائية و اثولوجيا، المنسوب الى أرسطو على زعم فلاسفة
المسلمين، و الحقيقة أنه مقتطفات من تساعيات أفلوطين، و ما قرأ من شراح أرسطو
الاسكندرانيين و كتب الأوائل و ما ناله بما هو مسلم من مباحث اسلامية من اثبات
وجود الباري و عدله و ابداعه الكائنات و حكمته فى ارسال الأنبياء و تشريع الديانة
و ختم النبوة و الاستخلاف للنبى و أنه بالنص أصوب و وضع الأحكام للناس فى
عباداتهم. و معاملاتهم و سياساتهم، و ذكر امكان الكرامات و المعجزات و بقاء النفس
و السعادة و الشقاوة الآخرية و الثواب و العقاب فى المعاد الجسمانى و الروحانى.
و مما أورثنا ابن سينا كتاب المبدأ و المعاد الذي هو بين يديك. و لا
حاجة الى
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 0 صفحه : 14