صورته المقيمة للهيولى الأبعاد فقط، فإن الأبعاد تتبع فى وجودها صورا
أخرى تسبق الأبعاد. و إن شئت فتأمل حال التخلخل من الحرارة، و التكاثف من البرودة،
بل الجسم لا يصير جسما حتى يصير بحيث يتبع غيره فى الحركة، حتى تسخنه متابعته [1] تلك الحركة المتتابعة التى بيّنا أنها
ليست قسرية بل طبيعية، إلّا و قد تمت طبيعته. لكن يجوز أن يكون إذا تمت طبيعته يستحفظ
بأصلح المواضع لاستحفاظها، لأن الحار يستحفظ حيث الحركة، و البارد يستحفظ حيث
السكون.
ثم لا يفكرون أنه لم وجب لبعض تلك المادة أن يهبط إلى المركز، فعرض
له البرودة، و لبعضه أن جاوز الفوق. أما الآن فإن السبب فى ذلك معلوم.
أما فى الكليات فالخفة و الثقل، و أما فى جزئى عنصر واحد فلأنه قد صح
أن أجزاء العناصر كائنة، و أنه إذا تكوّن جزء منه فى موضع ضرورة لزم أن يكون سطح
منه يلى الفوق إذا تحرك فوق كان ذلك السطح أولى بالفوقية من السطح الآخر. و أما فى
أول تكوّنه فإنما يصير سطح منه إلى فوق و سطح إلى أسفل لأنه لا محالة قد استحال
بحركة مّا، و أن الحركة أوجبت له ضرورة وضعا مّا.
فالأشبه عندى ما قد ذهبنا إليه، و أظن أن الذى قال ذلك فى تكون
الاسطقسات رام تقريبا للأمر عند بعض من كاتبه من العاميين، فجزم عليه القول من
تأخر عنه على أن كاتب ذلك الكلام شديد التذبذب و الاضطراب.
[1] - «متابعته لتلك الحركة» (عدة نسخ) «متابعته تلك الحركات
المتتابعة» نسخة.