و لمَّا لم يكن بدّ من أن يكون لهذا العلم موضوعٌ، وتبيَّن لك أنّ
الّذي يظنُّ أنَّه موضوعٌ [1] وهو الواجب تعالى ليس بموضوعه فلننظر هل
موضوعه الأسباب القصوي أي [2] الأولى الّتي ينتهى إليها سائر العلل
ويكون علل الكلّ [3]
فقوله: للموجودات كلِّها توضيح للقصوي.
و على هذا يكون المراد من الأسباب 12// أفراد مخصوصة من العلل
الأربع. ويحتمل أن يراد بها الأربع الكلية، وكونها قصوى باعتبار كلّيتها.
و «كلّها» إمّا مرفوع تأكيد للأسباب كما يشعر به قوله «لكنّ النّظر
في الأسباب كلّها» أو مجرور، تأكيد للموجودات بشرط تخصيصها بغير الأسباب قبل
التاكيد أو بعده كقوله: «اللّهُ خالقُ كُلِّ شيء» وأمثاله.
أربعتها.
مرفوع على البدلية أو البيان للأسباب، وكان ايرادها على رفع «كلّها»
لدفع توهم إرادة جميع أفراد نوع واحد من السبب.