و من شاء أن يقف على ذلك أيعلى ما نسب
إليهم فليرجع إلى ما هذوا به من الهذيان من أقاويلهم التي لاتستحق الإشتغال بها.
كقولهم: «إنّ [1] المعدوم الممكن شيء وثابت»، بمعنى أنّ الماهيّة متقرّرة في الخارج
منفكّة عن الوجود والممتنع، [2] ويسمّونه بالمنفي ليس بشيء، وأنّ الثّبوت مقابل للنّفي وأعمّ من
الوجود، والعدم أعمّ من النّفي، فيثبت الواسطة بين 97// الموجود والمعدوم وهو
المعدوم الثّابت دون الثّابت والمنفي.
[الصلة بين الوجود الذهني و الإخبار عن المعدوم المطلق]
و إنّما وقع أولئك فيما وقعوا فيه
من القول بثبوت المعدوم وشيئيّته و صحّة الإخبار عنه
بسبب جهلهم بأنّ الإخبار إنّما يكون عن معانٍ لها وجود في النفس وإن كان [3] معدومة
[4].
يعني هؤلاء لمّا أنكروا الوجود الذّهني ولميدروا أنّ الإخبار حقيقة
عن الموجود في الذّهن وكان نحو ثبوتٍ لما يعلم ويخبر عنه لازماً، قالوا بثبوت
المعدومات وشيئيّتها وصحّة الإخبار عنها؛ وأمّا الحكماء القائلون به وبكون الإخبار
عنه ففي سعة منه.
و يكون معنى الأخبار عنها أي عن المعاني
الوجودة في الذّهن المعدومة في الخارج أنّ لها نسبة ما
إلى الأعيان أي إلى الخارج في