يراد به هذا المعنى، أيفالشّيء يراد به الماهيّة؛ وإنّ ما يقال
إنّه هو الّذي يخبر عنه حقّ، لأنّ ما يخبر عنه تثبت له الشّيئيّة من حيث موجوديّته
في الذّهن لما ظهر من التلازم بين الشّيء وأحد الوجودين من حيث الثّبوت والتحقّق.
و يحتمل على بُعد عطفه على قوله سابقاً: «إنّ لكلّ شيء حقيقة
خاصّة»، أيفرجع فيقول «إنّه من البيّن أنّ لكلّ شيء» إلى آخره، «و إن ما يقال»
إلى آخره [1]؛ وكان ذلك إشارة إلى إبطال قول مثبتي
المعدومات من أنّ الشّيء قد يكون معدوماً مطلقاً ومع هذا يصحّ أن يخبر عنه، و [2] عندهم يصحّ أن يحكم على المعدومات
الخارجيّة بالأحكام الثّبوتيّة، إذ المحكوم عليه بها إنّما يستدعي الثّبوت في
الجملة، وهو حاصل فيه بزعمهم وإن انفكّ عن الوجود، و لذا حكموا بأنّها «أمر» و
«شيء». و «يصحّ أن يخبر عنها» إلى غير ذلك؛ فردّ عليهم الشّيخ بأنّ صحة الإخبار
عن الشّيء لأجل عدم انفكاكه عن الوجود، ولا 90// يجوز كونه معدوماً مطلقاً حتّي
يلزم من إطلاق صحّة الإخبار عنه صّحة الإخبار عن المعدوم.
ثمّ الذي يقال مع هذا.
متعلّق بقوله: «يقال»، ومقول القول «إنّ الشّيء» إلى آخره، فيكون من
كلام الشّيخ أو من كلامهم [3].
[بيان أحوال العدم و كيفية الإخبار عنه]
ان الشيء قد يكون معدوما ممكناً
[4] لأنَّه محلّ الخلاف على