فكيف يصحّ أن يعرّف الشيء تعريفاً حقيقياً بما أي بأمر وهو الصّحة والخبر لا [1] يعرف.
هذا الأمر إلّا به. أيبالشّيء.
فيلزم الدّور لتوقّف الشّيء ومرادفاته على الصّحة والخبر المتوقّفين
عليه.
[ايضاح جملى]
نعم، ربّما كان فيذلك أيفي تعريف
الشّيء بما لايعرّف إلّا به 83// و أمثاله ممّا يكون المعرِّف فيه مرادفا للمعرَّف أو اخفي منه تنبيه ما عليه.
لِما تقدّم من أنّ المرادف للشّيء أو الأخفى منه قد يصير لعلّة ما
أظهر منه، فيصحّ [2] أن ينبّه به عليه.
ثمّ أشار إلى الوجه الأخر للزوم الدّور بقوله:
و أمّا بالحقيقة فانّك إذا قلت: إن الشيء هو ما
[3] يصحّ عنه الخبر [4] يكون 82// كأنّك قلت: إن الشيء هو الشيء الذي يصحّ عنه الخبر [5] لأنّ معنى «ما» و «الذي» و «الشيء»
معنى واحد فيكون قد اخذت الشيء في حد الشيء.
و على هذا فيتوقّف الشّيء على مرادفه المتوقّف عليه. فمبني الأوّل
على أنّ الشّيء وما يرادفه مأخوذ في تعريف الصّحّة والخبر المأخوذين في تعريفه.