لا أعمّ منه. وأمّا بعديّته 69// الحقيقيّة فلا وجه له». [1] قلنا: وجهه كما ظهر عدم موجود بعده،
على أنّ المراد من حيث موضوعيته للإلهي له بعدية حقيقيّة بالقياس إلينا بمعنى أنّ
علمه في الوضع والتعليم بعد سائر العلوم، ولا ريب في ثبوت ذلك.» و لايخفى أن هذا
الجواب إنّما يدفع الإيراد إذا [2] كان نقضاً على التسمية، لاعلى تعريف الإلهي أوموضوعه وقد تقدّم ما
فيه.
[الجواب عنها]
ثمّ أجاب عن النقض 66// بالعدد أوّلًا بجواب مقنع بقوله: و يشبه في ظاهر النَّظر أن يكون علم العدد هو من [3] علم ما بعدالطَّبيعة، إلّا أن يكون
علم مابعدالطَّبيعة إنّما يعني به شيءٌ آخر، و هو علم ما هو مباينٌ من كلِّ
الوجوه للطَّبيعة كالواجب والعقول فيكون قد سمّى هذا
العلم بأشرف ما فيه، كما يسمّى هذا العلم بالعلم الإلهي أيضاً، لأنَّ المعرفة
باللّه تعالى هو [4] غاية هذا العلم.
و كثيراً مّا تسّمى الأشياء من جهة المعنى الأشرف والجزء الأشرف
والجزء الَّذى هو كالغاية، فيكون كأنّ هذا العلم هو العلمالَّذى كما له و أشرف
أجزائه و مقصوده الأوّل هو معرفة ما يفارقالطَّبيعة من كلِّ وجهٍ؛ و حينئذٍ إذا
كانت التَّسمية موضوعةً بإزاء هذا المعنى لايكون لعلم العدد مشاركةٌ له في [5] هذا الإسم.