المعلوم إلى المعلوم، فنسبة هذا العلم إلى العلوم الباقية كنسبة
المعلوم به إلى المعلوم بها وهي نسبة المبدأية، فيكون هذا العلم مبدءاً لها،
والمبدأ رئيس ومخدوم، وإلى ذلكأشار بقوله: إذ نسبة هذا
العلم إلى العلوم الجزئيَّة نسبة الشَّىء الَّذى هو المقصود معرفته في هذا العلم أى المعلوم به كالواجب والعقول وغير ذلك
إلى الأشياء المقصود [1]
معرفتها في تلك العلوم فكما أنّ ذاك [2] أي الشّيء المقصود فيه معرفتها
[3] مبدأٌ لوجود تلك أي الأشياء المقصودة
معرفتها فيها فكذلك العلم به أي بالشّيء المذكور مبدأ لتحقُّق العلم بتلك أي بالأشياء
المذكورة.
و لمّا بيّن منفعة هذا العلم أشار إلى مرتبته بقوله:
[مرتبة العلم الأعلى بالنسبة الى سائر العلوم]
و أمّا مرتبة هذا العلم فهو [4] أن تتعلَّم بعد العلوم الطَّبيعيَّة و الرِّياضيَّة، أمّا الطَّبيعيَّة
فلأنَّ كثيراً من الأمور المسلَّمة في هذا ممَّا يتبيَّن
[5] في العلم [6] الطَّبيعيِّ مثل الكون و الفساد والتَّغيرُّ
عطف تفسير للكون والفساد و المكان و الزَّمان و تعلُّق كلِّ
متحرِّكٍ بمحرِّكٍ و انتهاء المحرِّكات إلى محرِّكٍ أوَّل و غير ذلك.
و هذا التعليل مردود بانعكاسه، إذ
[7] مباديء العلمين أيضاً يؤخذ منه، والأظهر تعليله بأقدميّة المحسوسات
وأعرفيّتها بالنسبة إلينا، فالأنسب