الأولى، لأنّه العلم في الوجود وهو العلة الأولى وأوّل الأمور في
العموم، وهو الموجود و الوحدة.
لأنّهما أوّل المعاني العامّة المفهوم
[1] من الأشياء؛ إذ ليس شيء أقدم تصوّراً منهما.
و يمكن أن يعلّل التسمية بتقدّم الإلهي طبعاً على سائر الفلسفيّات
لثبوت مباديها فيه؛ ولعلّه أوفق؛ لأنّه يثبت تقدّمه باعتبار العلم لا باعتبار 42//
المعلوم فقط، كالأوّل.
فإن قيل: بعض مباديه يصحّح من الطبيعي والرّياضّى.
قلنا: العبرة بالغالب؛ مع أنّ الإطّراد والإنعكاس في وجه التسمية غير
واجب فيه [2]. ولميشر إلى أنّها الحكمة والفلسفة
بالحقيقة مع كونه جزءاً [3] لهذا المطلب إعتماداً على الظّهور.
ثمّ أشار إلى المطلب الثالث بقوله:
الحكمة أفضل علم بأفضل معلوم
و هو أيضاً الحكمة الَّتي هى أفضل علمٍ بأفضل معلومٍ، فإنَّها أفضل
علمٍ، أي اليقين بأفضل معلومٍ- أى باللّه وبالأسباب من بعده- و هو أيضاً معرفة
الأسباب القصوى للكلِّ، و هو أيضاً المعرفة باللّه.
و لمّا كان هذا المطلب عبارة عن حدود ثلاثة للحكمة، فأشار إلى الأوّل
بقوله: «هي أفضل علم» الى آخره. وإلى الثّالث بقوله: «و هو أيضاً معرفة الأسباب
القصوى للكلّ» مع قوله: «و هو أيضاً المعرفة باللّه».