responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 161

بالفعل‌

(اشارة [في أن النفس الناطقة ليس بجسم و لا جسماني‌]

كثرة تصرف النفس فى الخيالات الحسية و فى المثل المعنوية اللتين فى المصورة و الذاكرة باستخدام القوة الوهمية و المفكرة تكسب النفس استعدادا نحو قبول مجرداتها عن الجوهر المفارق لمناسبة ما بينها تحقق ذلك مشاهدة الحال و تأملها و هذه التصرفات هى المخصصات للاستعداد التام لصورة صورة و قد يفيد هذا التخصيص معنى عقلى لمعنى عقلى)

التفسير لما ذكر ان العقل بالملكة قوة كاسبة لذلك الاتصال أراد أن يبين كيفية كونها كاسبة و بيان ذلك ان للنفس تصرفات فى الصور المخزونة فى الخيال و فى المعانى المخزونة فى الذاكرة و لكن ذلك التصرف ليس لها ابتداء فان النفس لا تدرك الجزئيات فكيف يتصرف فيها بل تصرفها فى تلك الصور و المعانى انما يكون باستخدام القوة الوهمية واسطة ذلك يستخدم القوة المفكرة و اذا عرفت ذلك فنقول ان تصرف النفس فى الصور و المعانى الجزئيتين على هذا الوجه يكون سببا لان تصير النفس مستعدة لقبول الصور العقلية على الجوهر المفارق و انما قلنا ان ذلك التصرف سبب لحدوث هذا الاستعداد لان بين ذلك التصرف و بين ذلك الاستعداد مناسبة مخصوصة و الدليل على تلك المناسبة أنا نجد هذه المناسبة من أنفسنا فانا نجد من أنفسنا انا متى تفكرنا حصل لنا عقيب التفكر العلوم فدل ذلك على أن تصرف النفس فى تلك الجزئيات استخدام المفكرة سبب لان يحدث لها ذلك الاستعداد و اعلم أن تخصيص قبول النفس بصورة عقلية بدون أخرى تارة يكون لاجل أن التصرف فى هذه الجزئيات يفيد ذلك التخصيص و تارة يكون لاجل أن التصرف فى المعانى العقلية يفيد ذلك التخصيص و لقائل ان يقول ان الذي ذكرتموه من حصول صورة مجردة فى الذهن فقد سبق الكلام عليه و الذي ذكرتموه من أن تلك الصورة تفيض من جوهر مفارق فقد سبق الكلام عليه أيضا و لكن هاهنا بحث ثالث و هو فيما ذكرتموه من أن تصرف النفس فى الصور و المعانى الجزئيتين يكون سببا لان تستعد النفس لقبول صورة عقلية فان لقائل أن يقول النفس ان كانت مدركة لتلك الصور الجزئية و المعانى الجزئية فبطل المقول بالقوى فبطل القول بالاستخدام الذي ذكرتموه و ان لم تكن مدركه لها استحال تصرفها فيها لان من لا يعلم الشي‌ء استحال أن يتصرف فيه لا يقال النفس تعلم علما كليا ان لها بدنا و ان فى ذلك البدن قوة مدركة للصور الجزئية و قوى أخرى مدركة للمعانى الجزئية ثم ان النفس تريد أن تتصرف فى القوة المفكرة التي لا يعلمها الا على وجه كلى فى تلك الصور و المعانى التي لا يعلمها الا على وجه كلى فيلزم من تلك الارادة الكلية تصرف جزئى للقوة المفكرة فى تلك الصور الجزئية و المعانى الجزئية لانا نقول لما علمت أن فى البدن الذي لها قوة مدركة للجزئيات فاما أن العلم ماهية كل واحدة من تلك الجزئيات التي أدركتها تلك القوة أو لا تعلم فان علمت تلك الماهيات فالنفس عالمة قبل استخدام الوهم بتلك الماهيات الكلية ثم ان تصرف النفس فى تلك الماهيات الكلية يكفيها فى اكتساب العلم النظرى و ان لم تكن عالمة بماهيات مدركات الوهم و الحسّ فكيف يمكنها استعمال القوة المفكرة فى تركيب بعض الجزئيات دون البعض و بالجملة فالنفس اما تستخدم القوة المفكرة فى التصرف فى أمور مخصوصة لا فى التصرف المطلق لانه اذا كان فى الخيال و الذاكرة جزئيات كثيرة فلو لم تعين النفس بعض تلك الأشياء لم يجب أن يكون تصرف المفكرة مطابقا الغرض النفس و مطلوبها و اذا عنيت النفس بعضها فهى لا محالة عالمة بماهيات تلك الأشياء التي أمرت الفكر بان يتصرف فيها و اذا كانت عالمة بماهيات تلك الأشياء و علمها بها يكفيها فى اكتساب المطلوب فعلى هذا التقدير يستحيل انتفاع النفس بالقوة المفكرة و اعلم أن هذه الاشكالات انما لزمت لان الشيخ فرق الافعال على القوى مع أنه لا بد من حاكم واحد فى كل هذه الافعال و ان الحاكم على الامور يجب أن يكون عالما بها فاما من جعل كل هذه الادراكات للنفس فقد تخلص‌

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست