responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 153

قوى جسمانية يرتسم فيها تلك الصور و المعانى ثم ان النفس تطالع تلك الصور و المعانى من تلك المحال الجسمانية فتكون هذه القوى الجسمانية التي أثبتناها آلات للنفس فى ادراكها للجزئيات فنقول هذا باطل اما أولا فلانا قد دللنا على أن الصور الخيالية لا يمكن أن تكون منطبعة فى الدماغ فان من يخيل بحرا استحال أن تنطبع تلك الصورة العظيمة فى موضع صغير من الدماغ و اما ثانيا فلان هذا يقتضى كون الشعور مغايرا للانطباع فانكم لما أثبتم الشعور للنفس و لا يثبتون الانطباع لها لزمت المغايرة لكنكم لا تقولون بهذه المغايرة فى أكثر الامور و اما ثالثا فلان الامر لو كان على ما ذكرتم لكان من الواجب عليكم أن تكتفوا بقوتين احداهما تكون خزانة للصور المحسوسات و الاخرى خزانة للمعانى الوهمية ثم ان النفس متى طالعت باحدى الخزانتين حصل ادراك تلك المخزونات لها لكنكم تثبتون مع ذلك قوى جسمانية أخر مدركة و هى الحس المشترك و الوهم و قوة متصرفة و هى المتخيلة فعلمنا أن ما ذكرتموه من التأويل لا يطابق مذهبكم فهذه حجة قاطعة فى ابطال ما ذكروه و لنا كلام كثير فى هذه المسألة مذكور فى المباحث المشرقية و فى كتاب الملخص أكثر فيما أوردناه كفاية للمصنف‌

(المسألة الرابعة) فى درجات النفس الانسانية فصل واحد

(اشارة [في ذكر القوى التي يختص الانسان بها]

و أما نظير هذا التفصيل فى قوى النفس الانسانية على سبيل التصنيف فهو أن النفس الانسانية التي لها أن تعقل جوهر له قوى و كمالات فمن قواه ماله بحسب حاجته الى تدبير البدن و هى القوة التي تخص باسم العقل العملى و هى التي ينبسط الواجب فيما يجب أن يفعل من الامور الانسانية جزئية ليتوصل بها الى أعراض اختيارية من مقدمات أولية و ذائعة و تجريبية و باستعانة بالعقل النظرى فى الرأى الكلى الى أن ينتقل به الى الجزئى و من قواها مالها بحسب حاجتها الى تكميل جوهرها عقلا بالفعل فاولاها قوة استعدادية لها نحو المعقولات و قد يسميها قوم عقلا هيولانيا و هى المشكاة و يتلوها قوة أخرى تحصل لها عند حصول المعقولات الأول لها فيتهيأ لاكتساب الثوانى اما بالفكرة و هى الشجرة الزيتونة ان كانت أضعف أو بالحدس فهى زيت أيضا ان كانت أقوى من ذلك فتسمى عقلا بالملكة و هى الزجاجة و الشريفة البالغة منها قوة قدسية يكاد زيتها يضي‌ء ثم يحصل لها بعد ذلك قوة و كمال أما الكمال فان يحصل لها المعقولات بالفعل مشاهدا متمثلا فى الذهن و هو نور على نور و أما القوة فان يكون لها أن يحصل المعقول المكتسب‌

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست