responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 157

إشارة [إلى ما تستعين بعض الطبائع بأفعال يوجب الحس‌]

إنه قد يستعين بعض الطبائع بأفعال يعرض منها للحس حيرة و للخيال وقعة فتستعد القوة المتلقية للغيب تلقيا صالحا. و قد وجه الوهم إلى غرض بعينه فيتخصص بذلك قبوله مثل ما يؤثر عن قوم من الأتراك أنهم إذا فزعوا إلى كاهنهم في تقدمة معرفة فزع هو إلى شد حثيث جدا فلا يزال يلهث فيه حتى يكاد يغشى عليه ثم ينطق بما يخيل إليه و المستمعون يضبطون ما يلفظه ضبطا حتى بنوا عليه تدبيرا، و مثل ما يشغل بعض ما يستنطق في هذا المعنى بتأمّل شي‌ء من شفاف مرعش للبصر برجرجته أو مدهش إياه بشفيفه، و مثل ما يشغل الحس بتأمّل لطخ من سواد براق و بأشياء تترقرق و بأشياء تمور فإن جميع ذلك مما يشغل الحس بضرب من التحير، و مما يحرك الخيال تحريكا محيرا كأنه إجبار لا طبع. و في حيرتهما اهتبال فرصة الخلسة المذكورة و أكثر ما يؤثر هذا ففي طباع من هو بطباعه إلى الدهش أقرب و بقبول الأحاديث المختلطة أجدر كالبله و الصبيان، و ربما أعان على ذلك الإسهاب في الكلام المختلط و الإيهام لمسيس الجن و كل ما فيه تحيير و تدهيش. فإذا اشتد توكل الوهم بذلك الطلب لم يلبث أن يعرض ذلك الاتصال فتارة يكون لمحان الغيب ضربا من ظن قوي، و تارة يكون شبيها بخطاب من جني أو هتاف من غائب، و تارة يكون مع ترائي شي‌ء للبصر مكافحة حتى يشاهد صورة الغيب مشاهدة.

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست