نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 148
تنبيه [في بيان ما للعارف من الاحوال في أوقات توجهه بسره إلى
الحق]
العارف له أحوال لا يحتمل فيها الهمس من الحفيف فضلا عن سائر الشواغل
الخالجة، و هي في أوقات انزعاجه بسره إلى الحق إذا تاح حجاب من نفسه أو من حركة
سره قبل الوصول فأما عند الوصول فإما شغل له بالحق عن كل شيء و إما سعة للجانبين
بسعة القوة، و كذلك عند الانصراف في لباس الكرامة فهو أهش خلق الله ببهجته.
تنبيه [في بيان أن العارف لا يعنيه التجسس]
العارف لا يعنيه التجسس و التحسس، و لا يستهويه الغضب عند مشاهدة
المنكر كما تعتريه الرحمة، فإنه مستبصر بسر الله في القدر و أما إذا أمر بالمعروف
أمر برفق ناصح لا بعنف معير، و إذا جسم المعروف فربما غار عليه من غير أهله.
تنبيه [في بيان أن العارف شجاع جواد صفّاح نسّاح]
العارف شجاع. و كيف لا و هو بمعزل عن تقية الموت و جواد. و كيف لا و
هو بمعزل عن محبة الباطل، و صفاح للذنوب. و كيف لا و نفسه أكبر من أن تجرحها ذلة
بشر، و نساء للأحقاد. و كيف لا و ذكره مشغول بالحق.
تنبيه [في بيان ما للعارفين من اختلاف الهمم و الاحوال]
العارفون قد يختلفون في الهمم بحسب ما يختلف فيهم من الخواطر على حكم
ما يختلف عندهم من دواعي العبر، و ربما استوى عند العارف القشف و الترف؛ بل ربما
آثر القشف، و كذلك ربما استوى عنده التفل و العطر؛ بل ربما آثر التفل و ذلك عند ما
يكون الهاجس بباله استحقار ما خلا الحق، و ربما أصغى إلى الزينة و أحب من كل جنس
عقيلته و كره الخداج و السقط و ذلك عند ما يعتبر عادته من صحبة الأحوال الظاهرة.
فهو يرتاد البهاء في كل شيء لأنه مزية حظوة من العناية الأولى و
أقرب إلى أن يكون من قبيل ما عكف عليه بهواه. و قد يختلف هذا في عارفين، و قد
يختلف في عارف بحسب وقتين.
تنبيه [في بيان أن العارف قد يكون في حكم من لا تكليف له]
و العارف ربما ذهل فيما يصار به إليه فغفل عن كل شيء فهو في حكم من
لا يكلف و كيف و التكليف لمن يعقل التكليف حال ما يعقله، و لمن اجترح بخطيئته إن
لم يعقل التكليف
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 148