responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 146

إشارة [إلى ما يسمى عند العارف بالوقت و هو أول درجات الاتصال‌]

ثم إنه إذا بلغت به الإرادة و الرياضة حدا ما عنت له خلسات من أطلاع نور الحق عليه لذيذة كأنها بروق تومض إليه ثم تخمد عنه و هو المسمى عندهم أوقاتا و كل وقت يكتنفه وجدان وجد إليه و وجد عليه. ثم إنه ليكثر عليه هذه الغواشي إذا أمعن في الارتياض.

إشارة [في بيان أن الاتصال قد يحصل في غير حالة الارتياض‌]

ثم إنه ليتوغل في ذلك حتى يغشاه في غير الارتياض. فكلما لمح شيئا عاج منه إلى جناب القدس يتذكر من أمره أمرا فغشيه غاش فيكاد يرى الحق في كل شي‌ء.

إشارة [في أن العارف قد يزول عن سكينته‌]

و لعله إلى هذا الحد يستعلي عليه غواشيه و يزول هو عن سكينته فيتنبه جليسه لاستيفازه عن قراره. فإذا أطالت عليه الرياضة لم يستفزه غاشية، و هدي للتلبيس فيه.

إشارة [في أن الرياضة تبلغ العارف إلى حد يصير المخطوف مألوفا]

ثم إنه لتبلغ به الرياضة مبلغا ينقلب له وقته سكينة فيصير المخطوف مألوفا و الوميض شهابا بينا، و يحصل له معارفة مستقرة كأنها صحبة مستمرة، و يستمتع فيها ببهجته. فإذا انقلب عنها انقلب حيران أسفا.

إشارة [في أن العارف حد لا يرى عليه الابتهاج عند الذهاب‌]

و لعله إلى هذا الحد يظهر عليه ما به فإذا تغلغل في هذه المعارفة قل ظهوره عليه. فكان و هو غائب حاضرا، و هو ظاعن مقيما.

إشارة [إلى أن المعارفة المستقرة التي قد يحصل للعارف‌]

و لعله إلى هذا الحد إنما يتيسر له هذه المعارفة أحيانا، ثم يتدرج إلى أن يكون له متى شاء.

إشارة [في أن العارف يتقدم عن رتبة المشيئة]

ثم إنه ليتقدم هذه الرتبة فلا يتوقف أمره إلى مشيئة بل كلما لاحظ شيئا لاحظ غيره و إن لم تكن ملاحظته للاعتبار فيسنح له تعريج عن عالم الزور إلى عالم الحق مستقر به و يحتف حوله الغافلون.

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست