responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 139

تنبيه [في أن اللذة و الالم اليقينيان لا يوجبان الشوق‌]

إنه قد يصح ثبات لذة ما يقينا و لكن إذا لم يقع المعنى الذي يسمى ذوقا جاز أن لا نجد إليها شوقا، و كذلك قد يصح ثبوت أذى ما يقينا و لكن إذا لم يقع المعنى الذي يسمى بالمقاساة كان في الجواز أن لا يقع عنها بالغ الاحتراز. مثال الأول:

حال العنين خلقة عند لذة الجماع، و مثال الثاني: حال من لم يقاس وصب الأسقام عند الحمية.

تنبيه [في إثبات اللذة العقلية و أنها أكمل من الحسية]

كل مستلذ به فهو سبب كمال يحصل للمدرك و هو بالقياس إليه خير. ثم لا شك في أن الكمالات و إدراكاتها متفاوتة فكمال الشهوة مثلا أن يتكيف العضو الذائق بكيفية الحلاوة مأخوذة عن مادتها و لو وقع مثل ذلك لا عن سبب خارج كانت اللذة قائمة، و كذلك الملموس و المشموم و نحوهما. و كمال القوة الغضبية أن تتكيف النفس بكيفية غلبة أو بكيفية شعور بأذى يحصل في المغضوب عليه. و كمال الوهم التكيف بهيئة ما يرجوه أو ما يذكره. و على هذا حال سائر القوى، و كمال الجوهر العاقل أن يتمثل فيه جلية الحق الأول قدر ما يمكنه أن ينال منه ببهائه الذي يخصه، ثم يتمثل فيه الوجود كله على ما هو عليه مجردا عن الشوب مبتدأ فيه بعد الحق الأول بالجواهر العقلية العالية، ثم الروحانية السماوية و الأجرام السماوية، ثم ما بعد ذلك تمثلا لا يمايز الذات. فهذا هو الكمال الذي يصير به الجوهر العقلي بالفعل. و ما سلف فهو الكمال الحيواني. و الإدراك العقلي خالص إلى الكنه عن الشوب، و الحسي شوب كله، و عدد تفاصيل العقلي لا يكاد يتناهى، و الحسية محصورة في قلة. و إن كثرت فبالأشد و الأضعف. و معلوم أن نسبة اللذة إلى اللذة نسبة المدرك إلى المدرك و الإدراك إلى الإدراك.

فنسبة اللذة العقلية إلى الشهوانية نسبة جلية الحق الأول و ما يتلوه إلى نيل كيفية الحلاوة و كذلك نسبة الإدراكين.

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست