نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 136
الكل فيقطع عضو و يؤلم لأجل البدن بكليته ليسلم. و أما ما يورد من
حديث الظلم و العدل و من حديث أفعال يقال إنها من الظلم و أفعال مقابلة لها و وجوب
ترك هذه و الأخذ بتلك على أن ذلك من المقدمات الأولية فغير واجب وجوبا كليا بل
أكثره من المقدمات المشهورة التي جمع عليها ارتياد المصالح. و لعل فيها ما يصح
بالبرهان بحسب بعض الفاعلين. و إذا حققت الحقائق فليلتفت إلى الواجبات دون أمثالها
و أنت فقد عرفت أصناف المقدمات في موضعها.
النمط الثامن في البهجة و السعادة
وهم و تنبيه [في أن اللذات الباطنية هي أقوى من اللذات الظاهرية]
إنه قد سبق إلى الأوهام العامية أن اللذات القوية المستعلية هي
الحسية و أن ما عداها لذات ضعيفة و كلها خيالات غير حقيقية. و قد يمكن أن ينبه من
جملتهم من له تمييز ما فيقال: له أ ليس ألذ ما تصفونه من هذا القبيل هو المنكوحات
و المطعومات و أمور تجري مجراها و أنتم تعلمون أن المتمكن من غلبة ما و لو في أمر
خسيس كالشطرنج و النرد و نحوهما قد يعرض له مطعوم و منكوح فيرفضه لما يعتاضه من
لذة الغلبة الوهمية، و قد يعرض مطعوم و منكوح لطالب العفة و الرئاسة مع صحبة جسمه
في صحة حشمه فينفض اليد منهما مراعاة للحشمة فتكون مراعاة الحشمة آثر و ألذ لا
محالة هناك من المنكوح و المطعوم. و إذا عرض للكرام من الناس الالتذاذ بإنعام
يصيبون موضعه آثروه على الالتذاذ بمشتهى حيواني متنافس فيه، و آثروا فيه غيرهم على
أنفسهم مسرعين إلى الإنعام به. و كذلك فإن كبير النفس يستصغر الجوع و العطش عند
المحافظة على ماء الوجه، و يستحقر هول الموت و مفاجأة العطب عند مناجزة الاقران و
المبارزين، و ربما اقتحم الواحد على عدد دهم ممتطيا ظهر الخطر لما يتوقعه من لذة
الحمد و لو بعد الموت كأن ذلك يصل إليه و هو ميت.
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 136