إلى سبيل الله، ولا تنقطع الحجة من الأرض إلّا أربعين يوماً قبل القيامة، وإذا رفعت الحجة أُغلق باب التوبة ف
لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً
، أولئك شرار خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيامة» [1].
والظاهر من الحديث أنّ ارتفاع التوبة على درجات، فالموت درجة من غلق التوبة، وظهور الإمام (ع) درجة آخرى من غلق التوبة.
وأربعون يوما قبل القيامة درجة ثالثة تغلق التوبة، أي يشتد الغلق، ومعنى اشتداده هوازدياد درجات فقد الاختيار.
غلق باب التوبة وانقطاعها تدريجيٌ:
من الأحكام التكوينية العامة في الرجعة ما تشير إليه الآية الكريمة من انقطاع التوبة في قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ [2] وقد وردت روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) تفسرها بالرجعة، بل إنّ روايات العامّة [3] الواردة في ذيل الآية فسَّرت قوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ بخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها والدخان،
[1] كمال الدين وتمام النعمة الباب 22/ ح 24 ص 229.
[2] سورة الأنعام: الآية 158.
[3] الدر المنثور للسيوطي في ذيل الآية رواها عن مصادر عديدة.