responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 151

والأئمة عليهم السلام يثبتون الرؤية القلبيّة للَّهعزّ وجلّ، فهي ليست حسّية ولا خياليّة ولا مثاليّة ولا عقليّة وإنّما هي رؤية قلبيّة فوق العقليّة، وهذا هو المعروف من مدرسة أهل البيت عليهم السلام خلافاً للأشاعرة. وعليه فالمقصود من أن واجب الوجود لا يدرك بالإدراك النازل، بل بالإدرك الفوقاني أي لا يدرك بالإدراك النازل الحصولي، حيث إن منطقة الصور الحصوليّة من العقل فما دون ومنطقة الإدراك الحضوري هو القلب فما فوق، فهذه ثوابت لا بدّ من ملاحظتها دائماً.

نعم في بعض الروايات كما في رواية الصدوق في التوحيد عن الصادق في تعليمه لهشام بن سالم كيف يصف الباري مغايراً لوصف المخلوقين، أنّ الرؤية القلبيّة بعد عدم كونها من التحديد لا إشكال فيها وإن كانت دون الرؤية القلبيّة، وهذا مطابق البراهين الحصوليّة القائمة على المعرفة الحصوليّة العقليّة.

ثمّ لا بدّ من بيان نكتة وهي أن تنزّل العلوم الحقيقيّة من العوالم العلويّة إلى العقل البشري، ثم منه إلى باقي قواه وهكذا إلى أن تتنزّل إلى الأدنى، فهذا التنزّل لا يواجه مانعاً واحداً فقط، بل يواجه سيلًا من العوائق والموانع المحتملة، فهناك عوائق في أصل التلقّي عند العقل النظري، كما هو في الجربزة والبلادة. وفي كون الإدراك يولّد إذعاناً وفي كون الفحص عن المقدّمات يولّد إدراكاً لها والإدراك لها يولّد إدراكاً بالنتيجة، ثمّ في كون الإدراك للنتيجة يولد إذعاناً بها تسليماً، ثمّ إذا تولّد الإذعان والتسليم هل تنصاع بقيّة القوى إلى قوّة العقل العملي أم لا، إذن هناك كثير من العوائق والموانع المحتملة، كما يلاحظ أن النتائج الفكريّة التي يتوصّل إليها الإنسان إن كانت صائبة كلّها عبارة عن إلتقاطات أو تلقّيات من العقل البشري لما يستلهمه من العوالم الغيبيّة الفوقانيّة كما أن بين تلك الحقائق تفاوتاً شاسعاً.

نام کتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست