عيسى والحسن بن محبوب وأيوب بن نوح وابن أبي نجران- هانت عليه الرواية فعدّ هذا الخبر من أخبار مدحه أولى وأنسب» [1] انتهى كلامه.

أقول: لا سيما وأن روايات المعارف الغامضة لم يكثر من روايتها رواة مدرسة الفقه ولم يتحمل عبأ روايتها في كثير من الأبواب المعرفية إلّارواة المعارف فأوجب ذلك تعرضهم لكثير من المواجهة من عموم الرواة مدة مديدة حتى اتّضح للجميع حقايق تلك المعارف، وحمّل ذلك رواة المعارف الكثير من الوقيعة على لسان الرواة.

خفاء التأويل منشأ آخر أوهم الجرح لديهم

وقال الكشي في ذيل كلامه السابق وكأنّه تفسير لحديث العمود: «حدّثني محمد بن قولويه القمّي قال: حدّثني سعد بن عبد اللَّه قال: حدثني محمد بن عيسى عن يونس، قال: سمعت رجلًا من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضا عليه السلام عن يونس بن ظبيان أنه قال: كنت في بعض الليالي وأنا في الطواف فإذاً نداء من فوق رأسي: يا يونس إني أنا اللَّه لا إله إلّاأنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري فرفعت رأسي فأذاج [2] فغضب أبو الحسن عليه السلام غضباً لم يملك نفسه ثم قال للرجل: اخرج عنّي لعنك اللَّه ولعن من حدّثك ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كلّ لعنة منها تبلغك إلى قعر جهنّم أشهد، ما ناداه إلّاالشيطان أما إن يونس مع أبي الخطّاب في أشدّ العذاب مقرونان وأصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشدّ العذاب سمعت ذلك من أبي. قال يونس: فقام الرجل من عنده فما بلغ إلى الباب إلّاعشر خطى حتى صرع مغشيّاً

[1] - خاتمة المستدرك 9/ 237.

[2] - في نسخة (فأذاح) بالحاء المهملة.