قد جاء قبل اللام ميم مفتوحة و هو ليس بالزم فى السجع.
و قوله قبل حرف الروى او ما فى معناه اشارة الى انه يجرى فى النثر و
النظم (نحوفَأَمَّا
الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) فالراء بمنزلة حرف الروى و مجىء
الهاء قبلها فى الفاصلتين لزوم ما يلزم لصحة السجع بدونها نحوفَلا تَنْهَرْو لا تسخر (و قوله ساشكر عمرا ان
تراخت منيتى، ايادى) بدل من عمرا (ايادى لم تمنن و ان هى جلّت،) اى لم تقطع او لم
تخلط بمنة و ان عظمت و كثرت (
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه
و لا مظهر الشكوى اذ النعل زلّت
) زلة القدم و النعل كناية عن نزول الشر و المحنة (راى خلّتى) اى فقرى
(من حيث يخفى مكانها) لانى كنت استرها عنه بالتجمل (فكانت) اى خلّتى (قذى عينيه
حتى تجلت) اى انكشفت و زالت باصلاحه اياها باياديه يعنى من حسن اهتمامه جعله
كالداء الملازم لاشرف اعضائه حتى تلافاه بالاصلاح، فحرف الروى هو التاء و قد جىء
قبله بلام مشددة مفتوحة و هو ليس بلازم فى السجع لصحة السجع بدونها نحو جلّت و
مدّت و منّت و انشقت و نحو ذلك
(و
اصل الحسن فى ذلك كله) اى فى جميع ما ذكر من المحسنات اللفظية (ان تكون الالفاظ
تابعة للمعانى دون العكس) اى ان لا يكون المعانى توابع للالفاظ بان يؤتى بالالفاظ
متكلمة مصنوعة فيتبعها المعنى كيف ما كان كما فعله بعض المتأخرين الذين لهم شعف
بايراد المحسنات اللفظية فيجعلون الكلام كانه غير مسوق لافادة المعنى و لا يبالون
بخفاء الدلالات و ركاكة المعنى فيصير كغمد من ذهب على سيف من خشب.
بل الوجه ان تترك المعانى على سجيتها فتطلب لانفسها لفظا تليق بها، و
عند هذا تظهر البلاغة و البراعة و يتميز الكامل من القاصر، و حين رتب الحريرى مع
كمال فضله فى ديوان الانشاء عجز فقال ابن الخشاب هو رجل مقاماتى و ذلك لان كتابه