responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 81

و التشبيه المؤكد أبلغ من التشبيه المرسل و أوجز، أما كونه أبلغ فلجعل المشبه مشبها به من غير واسطة أداة فيكون هو إياه، فإنك إن قلت: زيد أسد كنت قد جعلته أسدا من غير إظهار أداة التشبيه، و أما كونه أوجز فلحذف أداة التشبيه منه.

و من التشبيه المؤكد ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه، نحو قول الشاعر:

و الريح تعبث بالغصون و قد جرى‌

ذهب الأصيل على لجين الماء

فالصورة هنا أن الريح تعبث بغصون الأشجار المخضرة فتميلها يمينا و شمالا و أعلى و أسفل، و الحال أنه قد جرى «ذهب الأصيل» أي الأصيل الذي كالذهب في الصفرة على «لجين الماء»، أي على ماء كاللجين أي كالفضة في الصفاء و البياض.

و قول الشريف الرضي:

أرسى النسيم بواديكم و لا برحت‌

حوامل المزن في أجداثكم تضع‌

و لا يزال جنين النبت ترضعه‌

على قبوركم العرّاصة الهمع‌ [1]

فهو يريد «بحوامل المزن» المزن أو السحب التي هي كالحوامل من الحيوان، بجامع ما في كل من المنفعة، كما يريد «بجنين النبت» النبت الذي كالجنين. فالمشبه به في هذين التشبيهين قد أضيف إلى المشبه. و هذا تشبيه مؤكد.

و قد يسمى التشبيه المرسل «مظهرا» كما يسمى التشبيه المؤكد


[1] الأجداث: القبور، و العراصة: السحابة التي صارت كالسقف ذات رعد و برق، و الهمع: اسم لما يهمع أي يسيل، و الماطر.

نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست