نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 208
أماويّ لا يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر
و يقولون: إذا أغبر أفق و هبت
شمالا. أضمر الريح و لم يجر لها ذكر».
فابن فارس يشير بهذا إلى قول
النحاة بأنّ ضمير الغائب إذا كان عائده غير لفظ فإن عائده هو «الغائب المعلوم».
فالضمير في «هبت شمالا» يعود على الغائب المعلوم و هو الريح، لأنّه معلوم أنّ التي
تهب شمالا هي الريح. و لهذا فالضمير المستجن أو المستتر في «هبت» هو كناية عن ذلك
الغائب المعلوم و مثل ذلك قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ. فالهاء في «أنزلناه» كناية عن الغائب المعلوم
و هو «القرآن الكريم».
و أبو هلال العسكري يقرن الكناية بالتعريض كأنّما يعتبرهما
أمرا واحدا، ثمّ يعرفهما بقوله: «الكناية و التعريض أن يكنّى عن الشيء و يعرّض به
و لا يصرّح، على حسب ما عملوا بالتورية عن الشيء» ثمّ يورد أمثلة لهما، و كذلك
للتعريض الجيد و الكناية المعيبة.
و من الأمثلة التي أوردها أبو هلال
قوله: و من مليح ما جاء في هذا الباب قول أبي العيناء و قيل له: ما تقول في ابني
وهب؟ قال: «و ما يستوي البحران هذان عذب فرات سائغ شرابه و هذا ملح أجاج» سليمان
أفضل. قيل: و كيف؟ قال: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى
وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
[1] كتاب الصاحبي في فقه اللغة و سنن العرب في كلامها ص 260- 263.