responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 128

أيا غائبا حاضرا في الفؤاد

سلام على الحاضر الغائب‌ [1]

ثم يخلص عبد القاهر من كل ذلك إلى القول بأن الشاعر الصنّاع يبلغ بتصرفه في التشبيه إلى غايات الابتداع، فيقول: «و كفى دليلا على تصرفه باليد الصناع و إيفائه على غايات الابتداع أن يريك العدم وجودا و الوجود عدما، و الميت حيّا و الحيّ ميتا، أعني جعلهم الرجل إذا بقي له ذكر جميل و ثناء حسن بعد موته كأنه لم يمت، و جعل الذكر حياة له، كما قال: «ذكرة [2] الفتى عمره الثاني»، و حكمهم على الخامل الساقط القدر الجاهل الدني‌ء بالموت ... و لطيفة أخرى له و هي: جعل الموت نفسه حياة مستأنفة حتى يقال إنه بالموت استكمل الحياة في قولهم: «فلان عاش حين مات» يراد الرجل تحمله النفس الأبيّة و الأنفة من العار أن يسخو بنفسه في الجود و البأس و قتال الأعداء، حتى يكون له يوم لا يزال يذكر، و حديث يعاد على مرّ الدهور و يشهر، كما قال ابن نباتة:

بأبي و أمي كل ذي‌

نفس تعاف الضيم مرة

يرضى بأن يردّ الردى‌

فيميتها و يعيش ذكره» [3]

عيوب التشبيه‌

لعلّ التشبيه من بين الأساليب البيانية أكثرها دلالة على قدرة البليغ و أصالته في فن القول. و ذلك لأن التشبيه هو في الواقع ضرب من التصوير


[1] أسرار البلاغة ص 102- 114.

[2] الذكرة بضم الذال: الصّيت.

[3] أسرار البلاغة ص 102- 114.

نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست