نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 288
إعلاما"." فالعلم" مصدر و" اليقين" نعت
له، و" إعلاما" مصدر أيضا، فجاء بمصدرين، أحدهما فيه فائدة ليست في
الفعل، و هو العلم اليقين؛ لأنّ معناه العلم اليقين الذي تعرف، و"
إعلاما" هو تأكيد لأعلمت، لأنه ليس فيه فائدة أكثر مما في أعلمت.
و قال سيبويه في التمثيل:" و أدخل اللّه عمرا المدخل الكريم
إدخالا"،فعمرو المفعول الأوّل، و" المدخل" المفعول الثاني، و"
الكريم" نعت له، و" إدخالا" مصدر.
هذا باب المفعول الذي تعداه فعله إلى مفعول
قال سيبويه:" و ذلك قولك: كسى عبد اللّه الثّوب، و أعطى عبد
اللّه المال، رفعت عبد اللّه هاهنا، كما رفعته في ضرب، حين قلت: ضرب عبد اللّه، و
شغلت به:
كسي و أعطي، كما شغلت به ضرب، و انتصب الثوب و المال؛ لأنهما
مفعولان تعدى إليهما فعل مفعول، هو بمنزلة الفاعل".
قال أبو سعيد: قد قدمنا أنّ الفعل يصاغ للذي يقع به كما يصاغ للذي
يقع منه، و إن كانت الصيغتان مختلفتين، فإذا قلت: ضرب زيد، فقد صغت:"
ضرب" لزيد، و رفعته به، كما أنك إذا قلت: جلس زيد، فقد صغت" جلس"
لزيد، و رفعته به.
و" ضرب" و بابه يسمى فعل مفعول؛ لأن الذي صيغ له قد كان
مفعولا، و كان له فاعل مذكور، فقد علمت أن الفعل إذا ارتفع به فاعله، فجميع ما
تعلّق به سوى الفاعل منصوب و كذلك إذا وضعته لمفعول فرفعته به فجميع ما تعلق به
سواه منصوب. فوجب في قولك:" كسى عبد اللّه الثّوب" و" أعطى عبد
اللّه المال" نصب الثوب و المال؛ لأن عبد اللّه قد ارتفع بالفعلين و صيغا له،
و تعلّق الثوب و المال بالفعلين جميعا. فوجب نصبهما كما بينا.
و هذا الباب يتعدّى فعل المفعول فيه إلى مفعول آخر فقط، و اعتبار ذلك
أنك تنظر الفعل الذي يتعدّى إلى مفعولين، و قد سمّي فاعله، فإذا أردت أن تنقله إلى
ما لم يسمّ فاعله حذفت الفاعل و أقمت أحد المفعولين مقامه بصياغة الفعل له، فصار
الفعل للمفعول الذي رفعته، و نصبت المفعول الآخر، فصار المفعول متعدّيا إلى مفعول،
و لو كان الفعل الذي يسمى فاعله متعدّيا إلى مفعول واحد، ثم نقلته إلى ما لم يسمّ
فاعله، أقمت المفعول مقام الفاعل، فصار الفعل للمفعول، و لا يتعدّى إلى غيره، لأنّ
المفعول الذي كان يتعدّى إليه قد صار مرفوعا مصوغا الفعل، و ذلك نحو قولك:"
ضرب زيد" و قد كان أصله:
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 1 صفحه : 288