responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 174

كان مبتدأ و خبرا فالمبتدأ هو المسند، و الخبر هو المسند إليه، و يكون المسند و المسند إليه بمنزلة المضاف و المضاف إليه، في أن المضاف هو الأول، و المضاف إليه هو الثاني، و ذلك أن معنى الإضافة و الإسناد واحد تقول:" أسندت ظهري إلى الحائط"، و" أضفت ظهري إليه".

قال امرؤ القيس:

فلمّا دخلنا أضفنا ظهورنا

إلى كلّ حارىّ قشيب مشطّب‌

أي أسندناها؛ فعلى هذا الوجه يكون مسندا إلى الثاني، و ذلك أنك جئت بالأول، فعلم أنه لا بدّ له من غيره، و أنه محتاج إلى ما بعده، فأسندته إلى الثاني فتمّ، فتبيّن هذه الوجوه فإنها محتملة كلّها.

قال سيبويه:" فمن ذلك الاسم المبتدأ و المبني عليه"، يعني الخبر" و هو قولك:

عبد اللّه أخوك، و هذا أخوك، و مثل ذلك: يذهب عبد اللّه".

يعني: فمن باب المسند و المسند إليه الذي أحكمنا معانيه، المبتدأ و ما بعده إلى قوله:" يذهب عبد اللّه".

ثم قال:" فلا بد للفعل من الاسم كما لم يكن للاسم الأول بد من الآخر في الابتداء". يعني: لا بد للفعل من فاعل، كما لا بد للابتداء من خبر، و كل واحد منهما محتاج إلى صاحبه. ثم قال:" و مما يكون بمنزلة الابتداء و الخبر: كان عبد اللّه منطلقا، و ليت زيدا منطلق؛ لأن هذا يحتاج إلى ما بعده كاحتياج المبتدأ إلى ما بعده".

قال أبو سعيد: اعلم أن الأسماء التي لا بد لها من أخبار هي أربعة: المبتدأ لا بدّ له من خبر و هو أصل هذه الأربعة. و اسم كان و أخواتها، كقولك: كان زيد منطلقا، و أصبح زيد ذاهبا، و ليس عمرو عندنا، و اسم إنّ و أخواتها، كقولك: إن زيدا منطلق، و ليت أباك قائم، و المفعول الثاني من مفعولي ظننت و أخواتها كقولك: ظننت عبدك ذاهبا، و حسبت أباك منطلقا.

غير أن ظننت و أخواتها يجوز أن يكتفى بها و بفاعليها عن المفعولين فتقول:

ظننت، و حسبت و تسكت، كما قالت العرب في مثل لها:" من يسمع يخل"، أي: يظن‌


[1] البيت في ديوانه ص 53، و اللسان (ضيف).

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست