نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 83
ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الكسرة و الفتحة، تقول: جاء
الزّيدون و المسلمون، و مررت بالزّيدين و المسلمين، و رأيت الزّيدين و المسلمين، و
إنما مثلت بالمثالين ليعلم أن هذا الجمع يكون في أعلام العقلاء و صفاتهم.
فإن قلت: فما تصنع في (الْمُقِيمِينَ)من قوله تعالى في سورة النساء:لكِنِ الرَّاسِخُونَ
فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ
ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء، 162] فإنه جاء بالياء، و قد كان مقتضى قياس ما ذكرت أن
يكون بالواو؛ لأنه معطوف على المرفوع، و المعطوف على المرفوع مرفوع، و جمع المذكر
السالم يرفع بالواو كما ذكرت؟ و ما تصنع ب (الصَّابِئُونَ)من قوله تعالى في
- و المعنى مثل فاطمة و رقية، أم كان مؤنثا في اللفظ فقط مثل طلحة و
حمزة، و في هذا خلاف بين الكوفيين و البصريين، فالكوفيون ينظرون إلى معناه فيجيزون
جمعه جمع المذكر السالم بعد حذف تائه، و البصريون ينظرون إلى لفظه فيمنعون جمعه
هذا الجمع، أم كان مؤنثا في المعنى فقط نحو زينب، و قيل له «السالم» لأن لفظ المفرد المجموع هذا الجمع، لم يتغير بنوع من التغيير الذي
يحدث في جمع التكسير نحو زيد و زيود و كتاب و كتب.
ثم إن الجمع أربعة أنواع، الأول جمع التكسير للمذكر مثل رجال و
مساجد، و الثاني: جمع التكسير للمؤنث مثل زيانب، و صوامع، و هذان يعربان بالحركات
الظاهرة أو المقدرة مثل جرحى و عذارى، و الثالث:
جمع المؤنث السالم، و قد مضى الكلام فيه، و الرابع جمع المذكر
السالم، و هذا هو موضوع الكلام في هذا المكان.
إذا علمت هذا فاعلم أنه لا يجمع هذا الجمع إلا ما كان علما أو صفة،
و أنه يشترط فيما يجمع هذا الجمع شروط عامة يشترك فيها العلم و الصفة جميعا، كما
يشترط فيه شروط تختص بالعلم و شروط تختص بالصفة.
فأما الشروط العامة التي يشترك فيها النوعان فثلاثة، الأول: أن
يكون لمذكر نحو زيد و كاتب، و الثاني: أن يكون لعاقل فلا يجمع هذا الجمع ما كان
لغير عاقل نحو واشق و صاهل، و الثالث: أن يكون خاليا من تاء التأنيث.
و أما الشروط التي تختص بالعلم فاثنان:
الأول: ألا يكون مركبا تركيبا إسناديّا نحو «برقنحره» و «شابقرناها» و لا مركبا تركيبا مزجيّا نحو سيبويه و معديكرب، فإن أردت
جمع هذين النوعين فأت بلفظ صاحب أو بلفظ ذي الذي بمعنى صاحب فاجمعه كجمع المذكر
السالم و أضفه إلى ما تريد، فتقول «جاءنيصاحبو تأبط شرّا، أو ذوو تأبط شرّا، و جاءني صاحبو معديكرب».
الشرط الثاني: ألا يكون معربا بحرفين، نعنى ألا يكون مثنى و لا
مجموعا جمع السلامة لمذكر أو لمؤنث.
و أما الشروط التي تختص بالصفة فاثنان، الأول: ألا تكون على وزن
أفعل الذي مؤنثه فعلاء مثل أحمر و حمراء، و أسود و سوداء، و الثاني: ألا يكون على
وزن فعلان الذي مؤنثه فعلى نحو سكران و سكرى، و عطشان و عطشى، فإن كان مؤنثه على
فعلانة جمع هذا الجمع.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 83