و مثال النصب قوله تعالى:رَبَّنا أَرِنَا
الَّذَيْنِ أَضَلَّانا [فصلت، 29].
(ربنا) منادى [مضاف] حذف قبله حرف النداء، و التقدير: يا ربّنا، و
(أر) فعل دعاء، و لا تقل فعل أمر تأدبا، و الفاعل مستتر، و (نا) مفعول أول، و
(اللذين) مفعول ثان، و علامة نصبه الياء[3]،و ما بعده صلة.
[تخريج القراءات التي في قوله تعالى «إِنْهذانِ لَساحِرانِ»]
و قد اجتمع النصب بالياء و الرفع بالألف في قوله تعالى:إِنْ هذانِ لَساحِرانِ[4].
الإعراب: «إن» حرف
توكيد و نصب، «الثمانين» اسم إن، منصوب بالياء
نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، «وبلغتها» الواو عاطفة، بلغ فعل ماض مبني للمجهول، و تاء المخاطب
نائب فاعل، و ضمير الغائب العائد إلى الثمانين مفعول ثان، و الجملة لا محل لها، و
هي اعتراض بين اسم إن و خبرها، و المقصود بها الدعاء للمخاطب، «قد» حرف تحقيق، «أحوجت» أحوج:
فعل ماض، و التاء للتأنيث، و الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى
الثمانين، «سمعي» سمع: مفعول به، و هو مضاف
و ياء المتكلم مضاف إليه، «إلىترجمان» جار و مجرور متعلق بأحوج، و جملة أحوجت مع فاعله في محل
رفع خبر إن.
الشّاهد فيه: قوله «وبلغتها» فإن هذه الجملة معترضة بين جزأي الجملة و هما اسم إن الذي
هو قوله: «الثمانين» و خبره الذي هو جملة «قدأحوجت» مع فاعله و
مفعوله، و المقصود بهذه الجملة الدعاء للمخاطب بأن يطيل اللّه حياته و يمد في أجله
حتى يصل إلى الثمانين، و كل جملة تقع معترضة بين جزأي جملة على مثل هذا الوجه لا
يكون لها محل من الإعراب؛ فهذه الجملة لا محل لها من الإعراب.
[1]سورة الزخرف، 31. و الاستشهاد بهذه الآية في
قولهالْقَرْيَتَيْنِ.
[2]سورة فصلت، 12. و الاستشهاد بهذه الآية في
قولهيَوْمَيْنِ.
[3]جرى هنا على أن «اللذين» مثنى حقيقة؛ و أنه معرب، و هو رأي ضعيف عند النحاة، و قد قررنا لك
آنفا أن «اللذينو اللتين»- و مثلهما «هذان،و هاتان»- ليسا مثنيين و
أن كل واحد من هذه الألفاظ صيغة وردت عن العرب لتستعمل في موضع خاص، و أن هذا الذي
نقرره هو رأي المحققين من النحاة.
[4]سورة طه، 63، و التمثيل بالآية مبني على أن «هذان» مثنى معرب.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 74