نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 462
238- لم تتلفّع بفضل مئزرها
دعد و لم تسق دعد في العلب
[باب العدد]
ثم قلت: باب العدد- الواحد و
الاثنان و ما وازن فاعلا كثالث، و العشرة مركّبة يذكّرن مع المذكّر و يؤنّثن مع
المؤنّث، و الثّلاثة و التّسعة و ما بينهما، مطلقا، و العشرة مفردة، بالعكس، و
تمييز المائة و ما فوقها مفرد مخفوض، و العشرة مفردة و ما دونها مجموع مخفوض، إلّا
المائة فمفردة، و كم الخبرية كالعشرة و المائة، و الاستفهاميّة المجرورة كالأحد
عشر و المائة، و لا يميّز الواحد و الاثنان، و «ثنتا حنظل» ضرورة.
و أقول: العدد في أصل اللغة اسم
للشيء المعدود، كالقبض و النّقض و الخبط، بمعنى المقبوض و المنقوض و المخبوط؛ بدليل:
كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ
[المؤمنون، 112] و المراد به هنا الألفاظ التي تعدّ بها الأشياء.
238- هذا بيت من المنسرح، و قد نسبه جماعة منهم الأعلم إلى جرير بن
عطية، و قد نسبه آخرون إلى عبيد اللّه بن قيس الرقيات، و هو من شواهد سيبويه (ج 2
ص 22) و المؤلف في القطر (143).
اللّغة: «تتلفع» تتقنع، و يقال:
التلفع هو إدخال فضل الثوب تحت أصل العضد، «العلب» جمع علبة، و هو وعاء من جلد
يشرب فيه الأعراب، و روى سيبويه «و لم تغذ دعد».
المعنى: يصف امرأة اسمها دعد بأنها
حضرية ناعمة العيش، لا تلبس لبس الأعراب و لا تغتذي غذاءهم.
الإعراب: «لم» نافية جازمة،
«تتلفع» فعل مضارع مجزوم بلم، «بفضل» جار و مجرور متعلق بتتلفع، و فضل مضاف و مئزر
من «مئزرها» مضاف إليه، و مئزر مضاف، و ضمير الغائبة العائد إلى دعد مضاف إليه،
«دعد» فاعل تتلفع، «و لم» الواو عاطفة، لم: نافية جازمة، «تسق» فعل مضارع مبني
للمجهول مجزوم بلم، «دعد» نائب فاعل تسق، «في العلب» جار و مجرور متعلق بتسق.
الشّاهد فيه: قوله «دعد» فإنه قد
ذكره في البيت مرتين، و هو علم مؤنث ساكن الوسط عربي الأصل، و قد أتى به الشاعر في
المرة الأولى منونا، و أتى به في المرة الثانية غير منون؛ فدل ذلك على أن العلم
المؤنث إذا كان ثلاثيّا، و كان مع ذلك ساكن الوسط، و لم يكن أعجميّا و لا منقولا
عن مذكر، جاز فيه الصرف و عدمه، و هذا واضح إن شاء اللّه.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 462