نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 420
قلت: إذا وقع بعد أل؛ فإنها موصولة و الوصف صلة، و لهذا حسن عطف
الفعل عليه في قوله تعالى: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَ
الْمُصَّدِّقاتِ وَ أَقْرَضُوا اللَّهَ [الحديد، 18].
ثم قلت: التّاسع اسم المصدر، و
المراد به اسم الجنس المنقول عن موضوعه إلى إفادة الحدث، كالكلام و الثّواب، و
إنما يعمله الكوفيّ و البغداديّ، و أمّا نحو «مصابك الكافر حسن» فجائز إجماعا؛
لأنه مصدر، و عكسه نحو فجار و حماد.
[التاسع: اسم المصدر]
و أقول: التاسع اسم المصدر، و هو
يطلق على ثلاثة أمور:
أحدها: ما يعمل اتفاقا، و هو ما
بدئ بميم زائدة لغير المفاعلة، كالمضرب و المقتل، و ذلك لأنه مصدر في الحقيقة، و
يسمى المصدر الميميّ، و إنما سمّوه أحيانا اسم مصدر تجوّزا، و من إعماله قول
الشاعر:
218- أظلوم إنّ مصابكم رجلا
أهدى السّلام تحيّة ظلم
الهمزة للنداء، و ظلوم: اسم
امرأة منادى، و مصابكم: اسم إن، و هو مصدر218-
هذا بيت من الكامل، و قد نسب قوم- منهم الحريري في الدرة و المؤلف في مغني اللبيب-
هذا الشاهد إلى العرجي، و نسبه آخرون- و هو الصواب- إلى الحارث بن خالد المخزومي،
و البيت من شواهد المؤلف في أوضحه (رقم 396) و من شواهد الأشموني (رقم 863).
اللّغة: «ظلوم» أصله مبالغة ظالمة،
و قد يكون باقيا على أصل معناه و هو الوصف، و قد يكون منقولا إلى اسم امرأة كما
اختاره المؤلف، «مصابكم» بضم الميم أوله- مصدر ميمي بمعنى الإصابة.
الإعراب: «أظلوم» الهمزة للنداء،
ظلوم: منادى مبني على الضم في محل نصب، «إن» حرف توكيد و نصب، «مصابكم» مصاب: مصدر
ميمي، و هو اسم إن، و مصاب مضاف و ضمير المخاطبين مضاف إليه من إضافة المصدر إلى
فاعله، «رجلا» مفعول به للمصدر الميمي، «أهدى» فعل ماض، و فاعله ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره هو يعود إلى رجل، «السّلام» مفعول به، «تحية» مفعول مطلق عامله أهدى،
و يجوز أن يكون مفعولا لأجله، «ظلم» خبر إن، و جملة أهدى مع فاعله و مفعوله في محل
نصب صفة لرجل.
الشّاهد فيه: قوله «مصابكم رجلا»
حيث أعمل المصدر الميمي، الذي هو مصاب، عمل الفعل؛ فرفع به الفاعل الذي هو ضمير
المخاطب، و نصب به المفعول، و هو قوله رجلا.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 420