responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 402

[الثالث: مثال المبالغة]

ثم قلت: الثّالث المثال، و هو: ما حوّل للمبالغة من فاعل إلى فعّال أو مفعال أو فعول، بكثرة، أو فعيل أو فعل، بقلّة.

و أقول: الثالث من الأسماء العاملة عمل الفعل: أمثلة المبالغة، و هي عبارة عن الأوزان الخمسة المذكورة، محوّلة عن صيغة فاعل‌؛ لقصد إفادة المبالغة و التكثير.

و حكمها حكم اسم الفاعل؛ فتنقسم إلى ما يقع صلة لأل فتعمل مطلقا، و إلى مجرد عنها فتعمل بالشرطين المذكورين.

و مثال إعمال فعّال قولهم «أما العسل فأنا شرّاب» و قول الشاعر:

207- أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها

و ليس بولّاج الخوالف أعقلا

و قول ليلى صاحبة قيس المعروف بمجنون ليلى:

ألا ليت شعري و الخطوب كثيرة

متى رحل قيس مستقلّ و راجع؟

و قول محمد بن مناذر أحد شعراء البصرة يرثي رجلا اسمه عبد الحميد (انظر مباحث أفعال المقاربة من هذا الكتاب):

ليت شعري و هل درى حاملوه‌

ما على النّعش من عفاف وجود؟

207- هذا بيت من الطويل من كلام القلاخ بن حزن بن جناب، و القلاخ: بضم القاف و بعدها لام مفتوحة مخففة و آخره خاء معجمة، و البيت من شواهد المؤلف في أوضح المسالك (رقم 372) و في القطر (رقم 126) و ابن عقيل (رقم 255) و قبل البيت الشاهد قوله:

فإن تك فاتتك السّماء فإنّني‌

بأرفع ما حولي من الأرض أطولا


[1] الأصل في صيغ المبالغة أن تؤخذ من مصدر الفعل الثلاثي؛ فلهذا قال عنها «محولة عن صيغة فاعل» و قد وردت بعض كلمات مأخوذة من غير الثلاثي، من ذلك قولهم: دراك، و سئار، و هما من أدرك و أسأر، و قولهم:

فلان معطاء و مهوان، و هما من أعطى و أهان، و قولهم: سميع و نذير، من أسمع و أنذر، و قولهم: زهوق، من أزهق، و هي ألفاظ شاذة عن القياس المتلئب في كلام العرب؛ فلا يعترض بها على ما ذكره المؤلف.

و إنما قلنا إن هذه الصفات المذكورة مأخوذة من مصدر الأفعال المذكورة لأن الثلاثي المجرد من مواد هذه الأفعال غير مستعمل، و قد يقال: إنها أخذت من مصدر الثلاثي قبل أن يهمل العرب استعمال هذا الثلاثي، أو بعد أن جردوا الفعل من زياداته، و يؤيد هذا أن جميع أفعال هذه الكلمات من الثلاثي المزيد فيه و ليس فيها من الرباعي المجرد شي‌ء.

نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست