responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 368

إحسانا» و «كنت قائما كونا». و الخامس: المفعول به؛ و إنما ينصبه الفعل المتعدي بنفسه، ك «ضربت زيدا».

[الأفعال بالنسبة للمفعول به على سبعة أنواع‌]

و قد قسّمت الفعل بحسب المفعول به تقسيما بديعا، فذكرت أنه سبعة أنواع.

[النوع الأول: ما لا يطلب المفعول أصلا، و له ست علامات‌]

أحدها: ما لا يطلب مفعولا به البتّة، و ذكرت له علامات:

إحداها: أن يدل على حدوث ذات، كقولك «حدث أمر» و «عرض سفر» و «نبت الزّرع» و «حصل الخصب» و قوله:

177- إذا كان الشّتاء فأدفئوني‌

فإنّ الشّيخ يهرمه الشّتاء

فإن قلت: فإنك تقول: حدث لي أمر، و عرض لي سفر.

فعندي أن هذا الظرف صفة المرفوع المتأخر، تقدم عليه فصار حالا، فتعلقه أولا 177- هذا بيت من الوافر من كلام الربيع بن ضبع الفزاري، و كان من المعمرين.

اللّغة: «كان الشتاء» يريد حدث و جاء هذا الوقت الذي يشتد فيه البرد، «أدفئوني» ألبسوني الثياب الوثيرة أو أوقدوا لي النار ليحصل لي الدف‌ء و الحرارة، «الشيخ» أصله من بلغ الأربعين من عمره، و أراد به الذي تقدمت به السن حتى ضعف و عجز عن احتمال البرد «يهرمه» يورثه الهرم و شدة الضعف.

الإعراب: «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه، «كان الشتاء» فعل تام و فاعله، و الجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، «فأدفئوني» الفاء واقعة في جواب إذا، أدفئوا: فعل أمر مبني على حذف النون، و واو الجماعة فاعله، و النون للوقاية، و الياء مفعول به، «فإن» الفاء حرف دال على التعليل، إن: حرف توكيد و نصب، «الشيخ» اسم أن، «يهرمه» يهرم: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و ضمير الغائب العائد إلى الشيخ مفعول به تقدم على الفاعل، «الشتاء» فاعل يهرم مرفوع بالضمة الظاهرة، و جملة «يهرم» مع فاعله و مفعوله في محل رفع خبر إن.

الشّاهد فيه: قوله «كان الشتاء» فإن هذا الفعل لا يحتاج إلى مفعول به؛ لكونه دالا على مجرد حصول حدث، أي: إذا حصل الشتاء، و نحو ذلك.


[1] هذا اعتراض وارد على قوله «إن هذا النوع لا يطلب مفعولا به البتة» و وجه الاعتراض أن الجار و المجرور يقع بعد هذا النوع من الأفعال متعلقا بها، و قد علم أن الجار و المجرور المتعلق بفعل ما مفعول به في المعنى، و حاصل الجواب من وجهين: أولهما نمنع أن الجار و المجرور متعلق بالفعل، بل هو متعلق بمحذوف، و ثانيهما: أن نسلم أنه متعلق بالفعل، لكن لا على جهة وقوعه عليه، بل لكونه سببا و علة في حدوث الفعل، فلا يكون مفعولا به، بل هو مفعول لأجله، و ليس الكلام فيه.

نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست