نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 347
ناقة و فصيلا لها، و لا أبا لك.
[الإضافة المعنوية على ثلاثة أقسام]
ثم بينت أن الإضافة المعنوية على
ثلاثة أقسام: مقدرة بفي، و مقدرة بمن، و مقدرة باللام:
فالمقدرة بفي ضابطها: أن يكون
المضاف إليه ظرفا للمضاف، نحو قول اللّه تعالى: بَلْ
مَكْرُ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ [سبأ، 33]
تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ [البقرة، 226] و نحو قولك
«عثمان شهيد الدّار»، و «الحسين شهيد كربلاء» و «مالك عالم المدينة» و أكثر
النحويين لم يثبت مجيء الإضافة بمعنى في.
و المقدرة بمن ضابطها: أن يكون
المضاف إليه كلّا للمضاف و صالحا للإخبار به عنه، نحو قولك «هذا خاتم حديد» ألا
ترى أن الحديد كل، و الخاتم جزء منه، و أنه يجوز أن يقال: الخاتم حديد، فيخبر
بالحديد عن الخاتم؟
و بمعنى اللام فيما عدا ذلك،
نحو: «يد زيد» و «غلام عمرو» و «ثوب بكر».
[الثالث من المجرورات: المجرور بالمجاورة، و ذلك واقع في بابين، و
يقال: ثلاثة أبواب]
ثم قلت: الثالث المجرور
للمجاورة، و هو شاذّ، نحو: «هذا جحر ضبّ خرب». و قوله:
* يا صاح بلّغ ذوي الزّوجات
كلّهم*
و ليس منهوَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ
[المائدة، 6] على الأصحّ.
و أقول: الثالث من أنواع
المجرورات: ما جرّ لمجاورة المجرور، و ذلك في بابي النعت و التأكيد، قيل: و باب
عطف النّسق.
فأما النعت ففي قولهم: «هذا جحر
ضبّ خرب» روى بخفض «خرب» لمجاورته للضبّ، و إنما كان حقه الرفع، لأنه صفة للمرفوع،
و هو الجحر، و على الرفع أكثر العرب.