نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 243
هذا رأي الجمهور، و زعم الكسائي أن نصب المتقدم بالعامل المؤخر على
إلغاء العائد، و قال الفراء: الفعل عامل في الظاهر المتقدم و في الضمير المتأخر.
و ردّ على الفراء بأن الفعل الذي
يتعدى لواحد يصير متعديا لاثنين، و على الكسائي بأن الشاغل قد يكون غير ضمير
السابق، ك «ضربت غلامه»، فلا يستقيم إلغاؤه.
ثم قلت: و منه المنادى، و إنّما
يظهر نصبه إذا كان مضافا أو شبهه أو نكرة مجهولة، نحو: «يا عبد اللّه» و «يا طالعا
جبلا» و قول الأعمى: «يا رجلا خذ بيدي».
[من المفعول به: المنادى]
و أقول: المنادى نوع من أنواع
المفعول به، و له أحكام تخصه فلهذا أفردته بالذكر، و بيان كونه مفعولا به أن قولك
«يا عبد اللّه» أصله يا أدعو عبد اللّه، ف «يا» حرف تنبيه، و «أدعو» فعل مضارع قصد
به الإنشاء لا الإخبار، و فاعله مستتر، و «عبد اللّه» مفعول به و مضاف إليه، و لما
علموا أن الضرورة داعية إلى استعمال النداء كثيرا أوجبوا فيه حذف الفعل اكتفاء
بأمرين:
أحدهما: دلالة قرينة الحال.
و الثاني: الاستغناء بما جعلوه
كالنائب عنه و القائم مقامه و هو «يا» و أخواتها.
و قد تبيّن بهذا أن حقّ
المناديات كلها أن تكون منصوبة؛ لأنها مفعولات، و لكن النصب إنما يظهر إذا لم يكن
المنادى مبنيّا، و إنما يكون مبنيّا إذا أشبه الضمير بكونه مفردا معرفة؛ فإنه
حينئذ يبنى على الضمة أو نائبها، نحو: «يا زيد» و «يا زيدان» و «يا زيدون»، و أما
المضاف و الشبيه بالمضاف و النكرة غير المقصودة فإنهن يستوجبن ظهور النصب، و قد
مضى ذلك كله مشروحا ممثلا في باب البناء، فمن أحبّ الوقوف عليه فليرجع إليه.
ثم قلت: و المنصوب بأخصّ بعد
ضمير متكلّم، و يكون بأل نحو «نحن العرب أقرى النّاس للضّيف» و مضافا نحو: «نحن
معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة» و «إيّا» فيلزمها ما يلزمها في النّداء،
نحو: «أنا أفعل كذا أيّها الرّجل» و علما قليلا؛ فنحو «بك اللّه نرجو الفضل» شاذّ
من وجهين.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 243