الواو للحال و (لا) نافية بمعنى
ليس، و التاء زائدة لتوكيد النفي و المبالغة فيه، كالتاء في راوية، أو لتأنيث
الحرف، و اسمها محذوف، و (حِينَ مَناصٍ) خبرها،
و مضاف إليه، أي: فنادوا و الحال أنه ليس الحين حين مناص، أي: فرار و تأخير.
و الثاني كقراءة بعضهم
مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَ لاتَ حِينَ [ص، 3]
بالرفع، لاضطراب كلمة ابن مالك صاحب الألفية في كتبه، على وفق ما ذكره ابن
عقيل في شرحه على الألفية، و وفق ما ذكره الأشموني أيضا، فإنهما قالا: إن ابن مالك
أجاز في شرح التسهيل القياس على مجيء اسم لا معرفة، و حكم في كتابه شرح الكافية
بشذوذه، و تأول ما جاء عن العرب مما ظاهره ذلك، و نحن نقول: إن ابن مالك لم تضطرب
كلمته في هذا الموضع، بل كلامه في عامة كتبه على أن مجيء اسم لا النافية العاملة
عمل ليس معرفة شاذ، و مع هذا فإنا نرجح أنه ليس بشاذ، بل هو قليل، على ما هو مذهب
ابن جني و ابن الشجري و ارتضاه أبو حيان من بعدهم جميعا، و يدل لذلك أنه قد جاء في
جملة صالحة من الشعر، فمنها البيت الذي أنشده المؤلف، و منها قول النابغة الجعدي:
و حلّت سواد القلب، لا أنا بانيا
سواها، و لا عن حبّها متراخيا
[1] العالية- بالعين المهملة- المراد بها ما فوق نجد إلى أرض تهامة
و إلى ما وراء مكة و ما والاها، و قد اختلف النحاة في جواز إعمال «إن» النافية؛
فذهب أكثر الكوفيين و الكسائي و أبو بكر و أبو علي و أبو الفتح إلى جواز إعمالها،
و ذهب أكثر البصريين و الفراء إلى المنع، و نقل السهيلي أن سيبويه يجيز إعمالها و
المبرد لا يجيزه، و نقل النحاس عنهما عكس ما نقله السهيلي، و نقل ابن مالك عنهما
القول بجواز إعمالها.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 228