نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 108
إذ المراد: و بعض القوم يسقط وسطا، و الحقيقة: ما يجب على الإنسان
أن يحميه من الأهل و العشيرة، يقال: رجل حامي الحقيقة، أي: أنه شهم لا يضام.
[الخامس: ما ركب كذلك من الأحوال]
و النوع الخامس: ما ركّب تركيب خمسة عشر من الأحوال، يقولون: فلان
جاري بيت بيت، و أصله بيتا لبيت: أي ملاصقا[1]،فحذف الجار و هو اللام، و
ركب الاسمان، و عامل الحال ما في قوله «جاري» من
معنى الفعل، فإنه في معنى مجاوري، و جوّزوا أن يكون الجارّ المقدّر «إلى» و أن لا يقدر جارّ أصلا بل فاء العطف.
و قالت العرب أيضا «تساقطواأخول أخول» أي متفرّقين، و هو بالخاء المعجمة،
يا ذا المخوّفنا بقتل أبيه إذلالا وحينا
و قد استشهد بالبيت الشاهد صاحب المفصل.
اللّغة: «حقيقتنا» ما
يجب على الرجل أن يحميه، و يدافع عنه، و يبذل نفسه في سبيل المحافظة عليه، كالنفس
و العرض و المال.
الإعراب: «نحمي» فعل
مضارع، و فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، «حقيقتنا» حقيقة:
مفعول به لنحمي، و حقيقة مضاف و الضمير مضاف إليه، «وبعض» مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، و هو مضاف، و «القوم» مضاف إليه، «يسقط» فعل
مضارع، و فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى بعض القوم، و الجملة في
محل رفع خبر المبتدأ، «بينبينا» ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في يسقط، و
التقدير: بعض القوم يسقط (هو) متوسطا:
أي واقعا في وسط المعركة، و هذا الظرف مبني على فتح الجزأين في محل
نصب.
الشّاهد فيه: قوله «بينبينا» حيث ركب الظرفين معا، و جعلهما بمنزلة اسم واحد فبناهما على
فتح الجزأين؛ لكونه أراد بهما معا الظرفية، و لو لم يرد ذلك لوجب عليه أن يعربهما
و يضيف الأول إلى الثاني، قال صاحب المفصل: «والذي يفصل بين الضربين أن ما تضمن ثانيه معنى حرف، بني شطراه، لوجود
علة البناء فيهما، و ما خلا من التضمن أعرب» اه، و قد بين لك المؤلف ههنا أن الأصل
في ذلك «بينهؤلاء و بين هؤلاء» فأزيلت
الإضافة، و ركب الاسمان، و هما- حين ركبا- على معنى واو العطف.
[1]و قالوا أيضا «ذهبالقوم شغر بغر» بفتحات و بكسر أول الكلمتين و فتح ثانيهما، و قالوا
«ذهبالقوم جذع مذع» بكسر أول
الكلمتين و فتح ثانيهما، و بنائهما على فتح الجزأين، و معنى العبارتين: ذهبوا
متفرقين في كل وجه.
نام کتاب : شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 108