[1]افتتح الشارح كتابه بها، اقتداء بالكتاب
العزيز و عملا بخبر: «كلّأمر ذي بال لا يبدأ فيه
ببسم اللّه الرحمن الرحيم فهو أقطع» أي ناقص غير تامّ فيكون قليل البركة. قال
بعضهم:
ينبغي لكلّ شارع في تصنيف أن يذكر ثمانية أشياء: البسملة، و
الحمدلة، و التصلية على رسول اللّه و آله، و الشّهادتين، و تسمية نفسه، و تسمية
الكتاب، و الإتيان بما يدلّ على المقصود- براعة الاستهلال- و لفظ «أمّابعد».
[2]المستعمل في فواتح الكتب واحد من ثلاثة ألفاظ،
الحمد و الشكر و المدح، و لكلّ منها معنيان: لغويّ و اصطلاحيّ؛ فالمجموع ستّة:
الأوّل: الحمد لغة، و هو الثناء باللسان على الجميل الاختياريّ
سواء كان في مقابلة نعمة أم لا. فمورده اللسان و متعلّقه أعمّ.
الثاني و الثالث: الشكر لغة و الحمد عرفا و كلّ واحد منهما: فعل
ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنّه منعم فموردهما أعمّ و متعلّقهما النعمة.
الرابع: الشكر عرفا و هو: صرف العبد جميع ما أنعم اللّه به عليه من
السمع و البصر و غيرهما إلى ما خلق لأجله.
الخامس: المدح لغة و هو الثناء باللسان على الجميل الغير الاختياري
كحسن اللؤلؤ و صفاء اللون و أمثال هذين.
السادس: المدح عرفا و هو ما يدلّ على اختصاص الممدوح بنوع من
الفضائل ك «مدحتعليّا- صلوات اللّه عليه-
على شجاعته و عدالته و يقينه». و الجملة خبريّة لفظا، إنشائيّة معنى- إذ المراد
إيجاد الحمد لا الإخبار بأنّه سيوجد-.