أحدهما: أن الأصل في الكلمة: أيمن اللّه، فالألف داخلة على الياء و
هي ساكنة فلما حذفت و لم يكن حذفها لازما بقي حكمها، و لم تحذف ألف الوصل لتحرك ما
بعدها إذ لم يكن لازما.
و الوجه الثاني: أن حركة الميم حركة العرض تسقط في الوقف[1]فلم تصر
الحركة لازمة فلذلك بقيت ألف الوصل، و الدليل على ذلك أن العرب تقول في الأحمر إذا
حذفوا همزة أحمر: (لاحمر) فلا يحذفون الألف لأن حركة اللام ليست بلازمة و بعضهم
يقول: (لحمر) فيحذف ألف الوصل لتحرك ما قبلها و لم يجر ذلك في أيمن اللّه كراهية
الإجحاف، و صار ثبات ألف الوصل في أيمن اللّه عوضا مما حذف، و أما قولهم (ها) في قولك:
لاها اللّه، فهي بدل من الباء و ليس طريق بدلها من الباء كطريق بدل الواو منها و
لكنها (ها) التي للتنبيه تضارع الباء./
من جهة أنها يتوصل بها في التثنية إلى المنبّه، و الباء موصلة أيضا
بالإلصاق فلما تضارعا من هذا الوجه أبدلت منه فاعرفه.
باب الحروف التي ترفع الأسماء و النعوت و الأخبار
اعلم أنّا ذكرنا تفسير هذا الباب في الشرح[2]و تسامح الجرمي فيه و لكنّا نذكر
ههنا ما فات منها و عذر أبي عمر الجرمي، فأما جواز إطلاقه على ما ذكر في الباب من
تسمية ذلك بالحروف فلأن الأسماء المذكورة في هذا الباب مبنيّة لمضارعتها الحروف
فجاز أن يسميها باسم ما ضارعته. و أما جواز قوله لأنها ترفع فإنه لما رأى أن
الأسماء أكثر ما تستعمل مبتدأة بعد هذه الحروف نسب الرفع إليها للمجاورة، فهذا
تخريج قوله فاعرفه.