غُلامٌ؟* [آل عمران: 3/ 4، و مريم: 19/ 7 و
19] كيف يكون لي غلام، و فيها معنى التعجب، فلما كانت قد تستعمل في الاستفهام على
ما ذكرناه [و] كان الاستفهام يضارع الجزاء استعملت فيه أيضا.
و أما (حيث) فهي مبهمة في المكان و
استعملت في باب الجزاء لإحاطتها بالأمكنة.
و أما (إذ) فاستعملت في الجزاء
بإضمام (ما) إليها و خرجت من حكم الظرف، و إنما حكمنا عليها بالحروف لأن معناها قد
زال فاستعملت استعمال (إن) ألا ترى أنها تستعمل في المجازاة للمستقبل كقولك: إذ ما
تقل أقل، أي كما تقول أقول، فلما زال عن حكم الوقت أجريت مجرى (إن) فهذه فائدة
دخولها ليكثر باب الجزاء بها و تقوى (إن) بانضمام حروف إليها، و لذلك أضافوا (إذ)
و غيرها، و إنما لزمت (إذ) (ما) و (حيث) (ما) في باب المجازاة لأنهما ظرفان يضافان
إلى الجمل فجعلت (ما) لازمة لهما لتمنعهما من حكم الإضافة و تخلصهما من باب
الجزاء.
و اعلم أن هذه الأسماء التي
استعملت في باب الجزاء إنما يجزم ما بعدها بتقدير (إن) و لكن حذف لفظ (إن) اختصارا
و استدلالا بالمعنى، لأن الأصل أن تعمل الأفعال و الحروف فأما الأسماء فليس أصلها
أن تعمل و لذلك وجب تقدير (إن) و اللّه أعلم.
و اعلم أن الجازم للشرط (إن) فأما
الجواب فقد اختلف فيه، فمن النحويين من يجعل العامل فيه (إن) أيضا؛ لأنه قد استقر
عملها في الشرط و الشرط مفتقر للجواب، فلما كانت (إن) عاقدة للجملتين وجب أن تعمل
فيهما، و من النحويين من يجعل العامل في الجواب (إن) و الشرط معا إذ كان الجواب لا
يصح
[2] قال سيبويه:" و اعلم أن حروف الجزاء تجزم الأفعال، و
ينجزم الجواب بما قبله، و زعم الخليل أنك إذا قلت: إن تأتني آتك، فآتك انجزمت بإن
تأتني كما تنجزم إذا كانت جوابا للأمر ...". الكتاب 1/ 435 (بولاق).