و اعلم أن للاسم حدا و خواص[2]، فحده كل[3]ما دلّ على معنى مفرد تحته غير
مقترن بزمان محصّل فهو اسم، كقوله: رجل و فرس و ما أشبه ذلك[4]، ألا ترى أن هذه اللفظة دالة على
شخص مجرد من شيء سواه.
و أما الخواص فجواز دخول الألف و اللام عليه، و التنوين، و حرف من
حروف الجر، و وقوعه فاعلا و مفعولا و الإضافة و الإضمار و ما أشبه ذلك، و أن يحسن
معه ضرّ أو نفع[5].
و بعض النحويين لا يجعل علامة الاسم دخول هذه الأشياء، فرارا من أن
تلزمهم معارضة لقولهم: أتت الناقة على مضربها[6]، أي على الزمان الذي يضربها فيه
الفحل، و ذلك أنه يقول إن المضرب قد دل على زمان و ضرب، و هو مع ذلك اسم، و هذا
ينقض حدّ الاسم!؟ فالجواب عن هذا السؤال أن يقال:
إن المضرب وضع للدلالة[7]على زمان فقط و إن كنا نفهم مع ذلك
الضرب، لاشتقاق اللفظ من الضرب، و إذا كان المفهوم من دلالة وضع الاسم معنى واحدا
[4]لم يحد سيبويه الاسم بل قال:" الاسم
كرجل و فرس و حائط". الكتاب 1/ 12 (هارون). أما المبرّد فجعل حد الاسم"
كل ما دخل عليه حرف من حروف الجر فهو اسم، و إن امتنع من ذلك فليس باسم".
المقتضب 1/ 3، و انظر أصول ابن السراج 1/ 36.
و قد عرض الزجّاجي أقوال النحاة في حد الاسم في إيضاحه 48- 49، و
كذلك ابن فارس في الصاحبي 49- 51، و الخشّاب في المرتجل أما التعريف الذي اعتمده
الورّاق فهو عند الزجّاجي تعريف المنطقيين و هو غير صحيح عند النحويين للاختلاف
بينهما مذهبا و غرضا.
و العكبري في مسائله الخلافية 43 حيث ناقش جميع الأقوال، و في
التبين عن مذاهب النحويين 121- 128.
[5]انظر التفصيل في الأصول 1/ 38- و المرتجل 8-
13، إذ قسم ابن الخشّاب الخواص إلى قسمين لفظية و معنوية:
فالمعنوية أن يكون فاعلا و مفعولا، و أن يخبر عنه تارة، و يخبر به
أخرى ... و ما دون ذلك فهي علامات لفظية.
[6]الكتاب 2/ 247 (بولاق)، و الأصول 3/ 141، و
التبيين للعكبري 125 و فيهما: أتت الناقة على منتجها.